فهرس الكتاب
الصفحة 525 من 691

فصل في آية:{لا يملكون الشفاعة}

فصل

قال العراقي: (ومنها: قوله تعالى: {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [مريم:87] ، قال بعض المفسرين: إن العهد قول:"لا إله إلا الله، محمد رسول الله"وعليه: فمعنى الآية لا يشفع الشافعون إلا لمن قال: لا إله إلا الله وهم المؤمنون، كقوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] ، وهو معنى بعيد أن يكون حينئذ تقدير الآية: لا يملكون الشفاعة لأحد إلا من اتخذ إلى آخره.

وفيه من التكلف ما فيه، والأحسن أن يكون تفسير قوله: {لا يَمْلِكُونَ} بمعنى"لا ينالون، فحينئذ يصح الاستثناء بدون تقدير شيء، وقيل معناه: لا يملك الشفاعة إلا من قال:"لا إله إلا الله"أي: لا يشفع المؤمنون، ومثله قوله تعالى: {وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} [الزخرف:86] ، والشهادة بالحق هي قول:"لا إله إلا الله"وحيث كان المراد من التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين والطلب منهم هو استشفاعهم، وقد"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام