ضمير الفصل إنما يفيد قصر المسند على المسند عليه وكذا تعريف الخبر كما ذكره صاحب"المفتاح"وعليه الجمهور، فقولنا: الله هو الرازق مثلاً معناه لا رازق سواه ... ) الخ.
فيقال لهذا الملحد: نعم إذا كان الحصر أو القصر حقيقياً، فإنه من المعلوم إذا قلنا: الله هو الرازق، فمعناه حقيقة لا رازق سواه، وعلى هذا فقوله عليه السلام:"الدعاء هو العبادة"دال على أن العبادة مقصورة على الدعاء، فيكون المراد من الحديث:"أن العبادة ليست غير الدعاء ..."الخ.
فنقول: ليس الأمر كما توهمت، وإنما الحصر والقصر في هذا الحديث ادعائي، كما يستفاد من ضمير الفصل المقحم بين المبتدأ والخبر، والحصر -وإن كان ادعائياً- فهو يدل على أن الدعاء هو معظم العبادة، ومخها، وخالصها، وأجلها، وأشرفها.
ومثل هذا الحديث: الحديث الذي رواه أبو داود في"سننه"والإمام أحمد في"المسند"من حديث أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، عند يقال له: دجلة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين -وفي رواية المسلمين: فإذا كان في آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء،"