فهرس الكتاب
الصفحة 444 من 691

الاستغاثة، وحيث إن العبادة لا تصلح إلا لله وحده، وإن عبادة غيره شرك كان المستغيث بغيره1 مشركاً.

ثم قال: فالجواب على هذا: أن ضمير الفصل إنما يفيد قصر المسند على المسند إليه، وكذا تعريف الخبر، كما ذكره صاحب"المفتاح"وعليه الجمهور، فقولنا: الله هو الرازق مثلاً، معناه لا رازق سواه، وعلى هذا: فقوله عليه الصلاة والسلام:"الدعاء هو العبادة"دال على أن العبادة مقصورة على الدعاء، فيكون المراد من الحديث أن العبادة ليست غير الدعاء، ويؤيده قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ2 بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} [الفرقان: 77] أي ما يصنع بكم لولا عبادتكم، فإن شرف الإنسان بعبادته، وكرامته بمعرفته وطاعته، وإلا فلا فضل له على البهائم، والحج والصلاة، والزكاة والصيام والشهادة،

1 في ط الرياض"به".

2 في الأصل"يعباؤ".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام