كان أحد أتباعه والمقتبسين عنه والمعترفين بفضله عبد العزيز ابن يحيى الكناني المكي، كان قد طالت صحبته للشافعي واتِّباعه له، وخرج معه إلى اليمن، وآثار الشافعي في كتب عبد العزيز المكي بينة عند ذكر الخصوص والعموم والبيان، كل ذلك مأخوذ من كتاب المطلبي رحمه الله.
وتوفي سنة 240 هـ
فتنة خلق القرآن
في فترة من فترات الترف الفكري، وفي عهد الدولة العباسية، و في العراق، ومع بداية القرن الثالث الهجري، استعرت معركة جدلية بين بعض علماء المعتزلة والحاكم العباسي من جهة، وبين الإمام أحمد بن حنبل وبعض من أتباعه من جهة أخرى.
وما لبثت هذه المعركة الجدلية أن تحولت إلى فتنة، كشفت عن أنيابها على عهد علي بن المديني، و يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل وغيرهم، إنها فتنة القول بخلق القرآن، لقد أثير في أوساط المسلمين سؤال شغل علماء المسلمين وحكامهم سنوات طويلة، واختلفوا فيه اختلافا كبيرا، حتى أنهم كفَّروا بعضهم بعضا، وهذا السؤال هو: هل القرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ والذي أثار هذا السؤال، كما تقول بعض المصادر، رجل يهودي، تظاهر بالإسلام اسمه شاكر الديصاني. وسنوجز الكلام في هذه القضية التي شُغل فيها الرأي العام والخاص آنذاك، ومن أراد مزيدا من التفصيل فيها ليعرف أقوال العلماء ووجه الخلاف فيها فليرجع إلى كتاب الحق الدامغ للشيخ أحمد الخليلي.
دام الجدل في هذه القضية قرابة عشرين عاما (218 - 234) وتوالى على الحكم العباسي في هذه المدة المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل في بداية عهده.