الصفحة 204 من 291

وبمثل ذلك قال أبو الحسن الشاذلي:

(إن من خواص القطب إمداد الله له بالرحمة والعصمة والخلافة والنيابة) [1] .

وروى صوفي قديم أبو عبد الرحمن السلمي في (طبقات الصوفية) عن أبي بكر محمد الدينوري أنه سئل عن علامة الصوفي ما هي؟

فقال: (أن يكون مشغولا بكل ما هو أولى به من غيره , ويكون معصوما عن المذمومات) [2] .

ونقل الدكتور عبد الحليم محمود عن صوفي متقدم أبي بكر الواسطي المتوفى 320هـ أنه قسّم المتصوفة على ثلاثة أقسام , فقال:

(الناس على ثلاث طبقات , الطبقة الأولى: منّ الله عليهم بأنوار الهداية , فهم معصومون من الكفر والشرك والنفاق.

والطبقة الثانية: منّ الله عليهم بأنوار العناية فهم معصومون من الصغائر والكبائر.

والطبقة الثالثة: منّ الله عليهم بالكفاية فهم معصومون عن الخواطر الفاسدة وحركات أهل الفضيلة) [3] .

ويزيل السهروردي عبد القاهر في عوارفه بعض الحجاب عن ذلك السرّ الذي طالما أخفاه على تشيّعهم , ومصدر تصوفهم , ومنبع أفكارهم , فيقول:

(الشيخ للمريدين أمين الإلهام , كما أن جبريل أمين الوحي , فكما لا يخون جبريل في الوحي , لا يخون الشيخ في الإلهام , وكما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فالشيخ مقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا , لا يتكلم بهوى النفس) [4] .

لأن الشيخ (والعرف معدن علم الله , مرضع أرواح الطالبين بنفسه , صحف

(1) كتاب القصد للشاذلي المنقول من كتاب (الصلة بين التصوف والتشيع) ج 1 ص 417.

(2) طبقات الصوفية للسلمي ص 109 ط مطابع الشعب القاهرة 1380 هـ.

(3) انظر غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية للنفزي الرندي ج1 ص 160 حاشية رقم 2 لعبد الحليم محمود الطبعة الأولى القاهرة 1970.

(4) عوارف المعارف للسهروردي ص 404 ط دار الكتاب العربي بيروت 1983 م.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام