الصفحة 194 من 291

تعالى دون النبي , ولما كانت الولاية أكبر حيطة من النبوة وباطنا لها , شملت الأنبياء والأولياء. فالأنبياء هم أولياء فانون بالحق , باقون به , منبئون عن الغيب وأسراره .... ولا نهاية لكمال الولاية , فمراتب الأولياء غير متناهية) [1] .

هذا ومثل هذا كثير عنده.

وهناك تلميذ آخر لابن عربي شيعي , فقال مثل ما قاله القيصري:

(وفي الحقيقة: الولاية هي باطن النبوة , والفرق بين النبي والرسول والوليّ أن النبي والرسول لهما التصرف في الخلق بحسب الظاهر والشريعة , والولي له التصرف فيهم بحسب الباطن والحقيقة ومن هذا قالوا: النبوة تنقطع , والولاية لا تنقطع أبدا) [2] .

وقال النسفي عزيز الدين بن محمد المتوفى 671 هـ في كتابه (زبدة الحقائق) :

(إن طائفة من الصوفية ذهبت إلى تفضيل الولاية على النبوة , وقالوا: أن النبوة باطنها الولاية , وأما الولاية فباطنها عالم الإله) [3] .

هذا ما ذكره في كتابه (زبدة الحقائق) , وبمثل ذلك ذكر في كتابه (الإنسان الكامل) [4] .

وأما ما قاله في كتابه (كشف الحقائق) فهو:

(أيها العارف , إن العارفين عند أهل الوحدة ثلاثة طوائف: حكماء وأنبياء وأولياء , فالحكيم من يكون عارفا بطبائع الأشياء , والنبي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها , والولي من يكون عارفا بطبائع الأشياء وخواصّها وحقائقها , فظهر أنه لا يوجد في العالم أحد يضاهي الوليّ في العلم والقدرة , لأن الله له تجليّان: تجلي عام , تجلي خاص.

فالتجلي العام عبارة عن أفراد الموجودات , والتجلي الخاص عبارة عن الوليّ , وهذا هو معنى قول الله عز وجل: فالله هو الوليّ وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء

(1) مقدمة شرح الفصوص للقيصري مخطوط ص 86 وما بعد المنقول من كتاب ختم الأولياء ص 491.

(2) كتاب نص النصوص لحيدر الآملي مخطوط ص 91 وما بعد.

(3) زبدة الحقائق للنسفي طبعة فارسية ص 59 بتصحيح تعليق حق وردي ناصري ط إيران 1405هـ قمري.

(4) انظر ص 110.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام