والله: علم على الذات المقدسة، ومعناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين . مشتق من أله يأله ألوهة، بمعنى عبد يعبد عبادة . فالله إله بمعنى مألوه أي معبود .
و { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } : اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالان على اتصافه تعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله . فالرحمن: ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات . والرحيم: ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } .
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدًا . وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا مزيدًا ـ .
الشرح:
افتتح هذه الرسالة الجليلة بهذه الخطبة المشتملة على حمد الله والشهادتين والصلاة على رسوله تأسيًا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه وخطبه، وعملًا بقوله: ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ) رواه أبو داود وغيره . ويروى: ( ببسم الله الرحمن الرحيم ) ومعنى أقطع: أي معدوم البركة . ويجمع بين الروايتين للحديث بأن الابتداء ببسم الله حقيقي وبالحمد لله نسبي إضافي .
قوله: { الحمد لله } الألف واللام للاستغراق، أي: جميع المحامد لله ملكًا واستحقاقًا . والحمد لغة: الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة . وعرفًا: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا وهو ضد الذم .
{ لله } تقدم الكلام على لفظ الجلالة .