وَقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} 1.
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ:"من جَاءَ بِلَا إِلَه إِلَّا الله"2.
وَقَالَ ابْن الْقيم:"هُوَ من شَأْنه الصدْق فِي قَوْله وَعَمله وحاله فالصدق فِي الْأَقْوَال: اسْتِوَاء اللِّسَان على الْأَقْوَال كاستواء السنبلة على سَاقهَا، والصدق فِي الْأَعْمَال: اسْتِوَاء الْأَفْعَال على الْأَمر والمتابعة كاستواء الرَّأْس على الْجَسَد، والصدق فِي الْأَحْوَال: اسْتِوَاء أَعمال الْقلب والجوارح على الْإِخْلَاص واستفراغ الوسع وبذل الطَّاقَة فبذلك يكون العَبْد من الَّذين جَاءُوا بِالصّدقِ وبحسب كَمَال هَذِه الْأُمُور فِيهِ وقيامها بِهِ تكون صدقيته"3.
من كَلَام ابْن الْقيم يَتَّضِح أَن الصدْق الْوَاجِب وَهُوَ مَا دلّت عَلَيْهِ الْآيَات - بِمَعْنى الشَّهَادَة ومقتضاها قولا وَعَملا وَحَالا.
هَذِه بعض الْأَدِلَّة من الْكتاب - وَهِي - كَمَا نرى - إِمَّا وَعِيد للكاذبين أَو وعد للصادقين.
أما الْأَدِلَّة من السّنة - فيضيق عَنْهَا الْمقَام - وَإِلَيْك الْبَعْض مِنْهَا:
قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْأَعرَابِي الَّذِي علمه شرائع الْإِسْلَام:"أَفْلح إِن صدق"4. وَهَذَا الحَدِيث صَرِيح فِي شَرْطِيَّة الصدْق فِي الْأَقْوَال وَفِي الْأَعْمَال (فِي الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالزَّكَاة) وَهِي من مقتضيات لَا إِلَه إِلَّا الله.
وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي مُوسَى - وَمَعَهُ نفر من قومه -"ابشروا وبشروا من وَرَائِكُمْ: أَنه من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله صَادِقا بهَا دخل الْجنَّة"5.
1 -آيَة 33الزمر.
2 -الكواشف الجلية ص 22.
3 -مدارج السالكين ج2ص270.
4 -رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان بَاب: الزَّكَاة من الْإِسْلَام ج1ص106. وَمُسلم فِي الْإِيمَان بَاب: بَيَان الصَّلَوَات الَّتِي هِيَ أحد أَرْكَان الْإِسْلَام ج1ص166 - 167 عَن طَلْحَة بن عبيد الله.
5 -رَوَاهُ أَحْمد عَن أَبى مُوسَى ج4ص402.