الصفحة 5 من 165

قصة المجادلة بين إبراهيم وقومه

إذن نحتاج أن نعرف ما هي المشكلة التي كانت بين إبراهيم وقومه؟ وما هي علاقة الموضوع بالشرك والتوحيد؟ ولماذا فصل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بينهم بهذه الآية؟ ثم ما معنى هذا الفصل؟

فأما ما وقع بين إبراهيم عليه السلام وبين قومه، فقد ذكره الله تبارك وتعالى قبل هذه الآية في قصة في سورة الأنعام: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام:75] فكان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الكواكب، ويبنون الهياكل لعبادتها، وينحتون التماثيل ويعبدونها من دون الله، كما بين الله تبارك وتعالى في كتابه.

فالله تبارك وتعالى أراد أن يجعل إبراهيم عليه السلام من الموقنين: وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي [الأنعام:75-76] فهو يسأل قومه الذين يعبدون الكواكب: هل هذا ربه؟ وهذا من المناظرة والمجادلة والمحاجة: فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ [الأنعام:76] ومعنى أفل، أي: غاب وغرب وذهب، فإله يعبد ويرجى ويخشى ويدعى ويستجار به ويستغاث به، وعند الهموم والمصائب والنوازل يكون الاضطرار إليه، والحاجة إليه، والافتقار إليه، وإذا بهذا الإله يغيب ويذهب ويأفل عن عبيده، هذا ليس إلهاً.

فقال: قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ [الأنعام:76] .

فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعطاه العقل الراجح،والبيان والحجة على قومه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام