بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن الله عز وجل ما خلق الخلق إلا لعبادته قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ) (الذريات:56)
فعبادة الله تعالى هي الأساس والحكمة والغاية التي خلقت من أجلها الخليقة.
ولذلك كانت كلمة التوحيد، كلمة (لا إله إلا الله"التي تدل على عبادة الله وحده هي أساس دعوة الرسل وهي أصل الأديان التي أنزلها الله عز وجل على عباده."
فهي أصل الإسلام، وأساسه، وهي التي دعت إليها الرسل جميعهم - عليهم الصلاة والسلام - ومن أجلها خلق الله عز وجل الجنة والنار.
ولذا كان مما يجب على المسلم أن يعلم معنى هذه الكلمة العظيمة ويعمل بمقتضاها ليكون من الناجين عند الله تبارك وتعالى ولذا قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) ) (محمد:19) .
فالعلم بـ"لا إله إلا الله"وبما دلت عليه، وبحقيقة معناها ضرورة من ضرورات الحياة لا يمكن أن يعيش الإنسان سعيداً هنيئاً بدونها، ولا يمكن أن يكون فائزاً في أخراه بدونها.
ومعرفة لا إله إلا الله تكون للاعتقاد، وتكون للعمل، لا لأحدهما دون الآخر، وقد كان العرب في جاليتهم يعرفون معنى كلمة التوحيد، فبعضهم علم بها وقبلها، وعمل بمقتضاها فكان من السابقين السعداء.
وبعضهم علم معناها ولكنه أبى الانقياد لها وقبولها فكان من الأشقياء.