الصفحة 6 من 10

أدراكم أنه حظ سيء؟ وبعد أسابيع قليلة أُعلنت الحرب وجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثيرون ... وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية ...

وهكذا أيها السادة: فأهل الحكمة لا يُغالون في الحزن على شيء

فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالص أم خير خفي، أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر، ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب، ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال، ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل، وهؤلاء هم السعداء، فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم (الرضا بالقضاء والقدر) ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان لايفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعاده طريقًا للشقاء والعكس بالعكس، يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} وانظروا إلى عجيب قضاء الله وقدره في ما يتعلق بالموت والروح ... روي أن ملك الموت مرَّ على سليمان عليه السلام (8) فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يُديم النظر إليه، فقال الرجل: يانبي الله مَن هذا، فقال سليمان: إنه ملك الموت فقال الرجل: يا نبي الله أنا لا أطيق أن أبقى في مكان رأيت فيه ملك الموت، فمر الريح أن تحملني

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام