العالمين، ومقدَّرة من لَدُنْ عليم حكيم، وهذا الشعور بالإحاطة الإلهيَّة يعطيه التوازن في عواطفه وردود أفعاله، فتكون معتدلة لا تطرُّف فيها، سواء في حالات الحزن أو الفرح، بحيث يمضي مع قدر الله في طواعية ورضا وكما قال أحد الصالحين:
هيَ المقاديرُ فلُمني أو فَذَرْ ... تجري المقاديرُ على غرْزِ الإِبَرْ
معاشر الأحبة: إن من أروع ما قرأت في قضية الإيمان بالقضاء
والقدر، قصة وحادثة وقعت مع أحد الصالحين ممن عرف بحكمته وسعة إدراكه ... نريد من سردها أن ندرك تماماً أنه رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ، أو ربما صحت الأجسام بالعلل، أو لرب محنةٍ في طيها منحة، وكلُ قضاءٍ خيرٌ حتى المعصيةُ بشرطِها. فقدْ ورد في المسندِ: (إِنَّ اللهَ لَا يَقْضِي لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ(7 ) ) .تقول القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال، ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه .. فذات يوم فر جواده، وجاء إليه جيرانه يُواسونه لهذا الحظ العاثر، فأجابهم بلا حزن ولا تردد -معلماً لهم- ... ومن أدراكم أنه حظٌ عاثر؟ وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية، فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد، فأجابهم بلا تهلل ومن أدراكم أنه حظٌ سعيد؟ ولم تمضي أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع: ومن