الصفحة 8 من 47

الصحيح في كتابه:"الجامع الصحيح"في"كتاب العلم": (بابٌ: العلمُ قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [محمد:19] [1] فأمر الله أولاً: بالعلم بالتوحيد {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلا اللَّهُ} ، ثم أمر ثانياً: بالاستغفار فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} وهو من العمل. قال الشيخ:(فبدأ بالعلم قبل القول والعمل) أي: بدأ الله في الآية بالعلم قبل القول والعمل، وهو: الاستغفار.

يقول الشيخ رحمه الله: (اعلم رحمك الله) هذا من جنس ما قبله. (أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن) . معناه: أن العلم بمسائل الدين فرض على كل مسلم ومسلمة، على الرجال والنساء، فرض عين أو كفاية، قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97] .

(الأولى) : أي: المسالة الأولى من المسائل الثلاث أن نعلم (أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً) ، أي مهملين لا نؤمر ولا نُنهى، ولا نسير على منهج قويم، (بل) إنه سبحانه وتعالى قد (أرسل إلينا رسولاً) بالهدى ودين الحق (فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار) .

هذه المسألة الأولى ومعناها: الإقرار بتوحيد الربوبية، ومن ربوبيته تعالى إنعامه على عباده، وأعظم نعمه على عباده إرسال الرسل، وإنزال الكتب لتعريف العباد بربهم، وبحقه عليهم.

قال: (والدليل) على هذه المسألة: (قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} [المزمل:15 - 16] ) فاستدل على الرسالة بقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً} أي: أرسل تعالى إلى الناس محمدا - صلى الله عليه وسلم -

(1) صحيح البخاري 1/ 24 بنحوه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام