الصفحة 34 من 47

الناجية المنصورة إلى قيام الساعة - أهل السنة والجماعة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ...» [1] .

(قال: صدقت) مثل ما قال في الأول (قال: فأخبرني عن الإحسان) ما هو الإحسان؟

(قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) والمراد إحسان العمل وإتقانه بتحقيق المراقبة، وكمال الإخلاص.

(قال فأخبرني عن الساعة؟) متى الساعة، أي: القيامة (قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) أي: علمي وعلمك بها سواء، فإذا كنتَ لا تعلمها، فأنا كذلك لا أعلمها.

(قال: فأخبرني عن أمارتها) أي: علامات قيامها، (قال: أن تلد الأمة ربتها) وفي لفظ"ربها"الأمة: هي الأنثى المملوكة تلد ربها أو تلد ربتها، اختلف في معنى ذلك، وأحسن ما قيل: إنه إذا كثر الرقيق فربما ولدت المرأة ابناً ثم فارقته بسبب الرق، ثم اشتراها ولدها وهو لا يدري أنها أُمُّه، فيصير سيداً لها، وقيل: إن الأَمَة إذا وطئها سيدها فولدتْ، فولدُ سيدِها سيدٌ لها.

(وأن ترى الحفاة العراة العالة) الحفاة: غير المنتعلين، والعراة: غير المكتسين، والعالة: الفقراء (رِعَاء الشَّاء) الذين من عادتهم رعي الغنم (يَتَطَاوَلُونَ فِي البُنْيَانِ) والمراد: إذا رأيت سكان الصحراء يهبطون إلى القرى، ويبنون فيها المساكن ويتنافسون في طول البنيان. وعلامات قيام الساعة كثيرة، كما جاءت الأدلة بذكرها.

(قال: فمضى) أي: خرج الرجل ومشى قال: (فلبثنا ملياً) أي: زمنا، وفي رواية:"فلبثت ثلاثا" [2] ، (فقال: يا عمر أتدري من

(1) الواسطية ص 21

(2) رواه الترمذي (2610) وصححه، والنسائي 8/ 97

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام