الصفحة 24 من 47

(و) الثانية: (الإيمان) .

(و) الثالثة: (الإحسان) . وهذه المراتب مستفادة من حديث جبريل كما سيأتي.

قال الشيخ: (وكل مرتبة لها أركان) .

(فأركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام) .

هذه هي أصول الدين الظاهرة، ثم ذكر الدليل على كل ركن من هذه الأركان، فقال: (فدليل الشهادة) أي فدليل شهادة أن لا إله إلا الله، (قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] ) ، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَاهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] ، وقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، والأدلة على هذا كثيرة.

قال الشيخ: (ومعناها) أي شهادة أن لا إله إلا الله (لا معبود بحق إلا الله) أي أن كل معبود سوى الله باطل.

فآلهة المشركين معبودة بغير حق؛ فهي باطلة، قال تعالى: ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل [الحج:62] ، ولما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: {أَجَعَلَ الالِهَةَ إِلَاهاً واحِداً} [ص:5] [1] .

ثم بيَّن الشيخ أن"لا إله إلا الله"مركبة من نفي وإثبات، وهما ركنا شهادة أن"لا إله إلا الله"، فقوله: (لا إله) نفي استحقاق العبادة عن كل

(1) رواه أحمد 1/ 227، وصححه الترمذي (3232) ، وابن حبان (6686) ، والحاكم 2/ 432 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام