شَيْئاً [النساء:36] ). فأمر بعبادته ونهى عن الشرك به، فيجب على كل مسلم أن يجتهد في تحقيق التوحيد، وأن يحذر من الشرك الأكبر، يقول ابن القيم:
والشركُ فاحذره فشركٌ ظاهرٌ ** ذا القسم ليس بقابلِ الغفرانِ
وهو اتخاذ الند للرحمن أيـ ** ـــــاً كان من حجر ومن إنسان
يدعوه بل يرجوه ثم يخافه ** ويحبه كمحبة الديان [1]
يقول الشيخ رحمه الله: (فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم -) هذه هي الأصول التي سميت بها هذه الرسالة"الأصول الثلاثة"أو"ثلاثة أصول"، وهي أصول العلم الشرعي، أو أصول المعرفة الصحيحة.
الأصل الأول: معرفة العبد ربه: بأنه الله الخالق لكل شيء المتفضل على عباده بجميع النعم، المستحق للعبادة.
الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - بما يشتمل عليه من عقائد وأحكام.
الأصل الثالث: معرفة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه رسول من عند الله إلى الناس كافة جاء بالهدى ودين الحق.
وهذه الأصول الثلاثة هي التي يُسأل عنها الإنسان في قبره، وهي فتنة القبر، فإذا وضع الميت في القبر:"يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟"قال:"فيقول: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فافرشوه من الجنة"
(1) الكافية الشافية ص 189.