الصفحة 11 من 47

يَبْعَثُهُمُ اللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيء أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ [المجادلة: 18 ـ 19] هما حزبان، فعاقبة حزب الشيطان الخسارة، وعاقبة حزب الرحمن الفلاح والفوز، والظفر بالمطلوب والمحبوب والنجاة من المرهوب.

ثم قال الشيخ: (اعلم) أمر بالعلم وفيه توجيه وتنبيه وتعليم، (أرشدك الله لطاعته) : أي: وفقك وهداك الله لطاعته، وهذه عادة الشيخ يصدر بعض الدروس بالدعوة لطالب العلم.

(أن الحنيفية ملة إبراهيم: أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين) .

الحنيفية نسبة إلى الحنيف، والله -سبحانه وتعالى- وصف إبراهيم عليه السلام بأنه حنيف، قال تعالى: {إِنَّ إِبْراهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل:120] ، وجاء في الحديث:"بُعثت بالحنيفية السمحة" [1] قال سبحانه وتعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:123] ، فالملة الحنيفية ملة إبراهيم هي: عبادة الله وحده لا شريك له، بإخلاص الدين له سبحانه وتعالى.

يقول الشيخ: (وبذلك أمر الله جميع الخلق، وخلقهم لها.) أمر الله جميع الناس بإخلاص العبادة له، كما قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِىْ خَلَقَكُمْ} [البقرة:21] إلى قوله: {فَلاَ تَجْعَلُوا للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، فالله أمر جميع الناس أن يعبدوه وحده لا شريك له، وقال سبحانه في الآية الأخرى:

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} [النساء:36] ، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الْطَّاغُوتَ} [النحل:36] ، وقد خلق الله الجن والإنس ليعبدوه

(1) أخرجه أحمد 5/ 266 من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، وضعفه ابن رجب في فتح الباري 1/ 149، والعراقي في المغني 4/ 234، وانظر: المقاصد الحسنة (214) فقد ذكر له عدة شواهد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام