الصفحة 7 من 8

ان العقول التي منحها الله عباده ليعرفوا بها وليهتدوا بفهمها لتشريعه إلى ما فيه سعادتهم في العاجل والآجل قد اتخذوا منها خصما لدودا لله فانكروا حكمته وحسن تدبيره وتقديره ، وضاق صدرهم ذرعا بتشريعه ، وأساءوا الظن به فنتقصوه وردوه وقد يصابون بذلك وهم لا يدرون لأنهم بغرورهم بفكرهم عميت عليهم معالم الحق والعدل ، فكانوا ممن قال الله فيهم: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا 103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا وكانوا ممن: { الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ 28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ

ان الله سبحانه كثيرا ما يذكر الناس في القران بأحوال المعتدين الهالكين ، ويحثهم على ان يسيروا في الأرض لينظروا ما كانوا فيه من قوة ورغد عيش وحضارة وبسطة في العلم نظر عظة واعتبار ، ليتنكبوا طريقهم اتقاء لسوء مصيرهم ولفت النظر في بعض السور إلى جريمة الغرور الفكري لشدة خطره وبين انه الفتنة الكبرى التي دفعوا بها في صدور الرسل وردوا بها دعوتهم ليعرفنا بقصور عقول البشر انها لا تصلح لمقاومة دعوة الرسل ، وليحذرنا من خطر الغرور الفكري الذي هلك به من قاوم المرسلين .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام