وعندما نطوي أكثر من مائة سنة تقريباً لنصل إلى عهد الإمام أحمد بن حنبل -عليه رحمة الله- وبالتحديد في عهد الخليفة الواثق بالله العباسي الذي نشر مقولة خلق القرآن وكان البلاء في عهده أشد مما كان في عهد المأمون والمعتصم، فأراد فقهاء بغداد أن يخلعوا الخليفة الواثق بالله، وعند ذلك نهاهم الإمام أحمد مع أن القول بخلق القرآن كفر، أجمع أئمة أهل السنة على أن من قال بأن القرآن مخلوق فهو كافر، ومع ذلك نهاهم عن خلع هذا الإمام وقال لهم: وهذا الكلام ثابت قال لهم: «عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم» لابد أن الإنسان يتربص وينظر إلى مآلات الأمور وهذا هو الاتزان، «وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر» .
وقال الإمام أحمد وهذا الأثر أيضاً نقله الخلال في كتابه العظيم:"السنة"قال: «ليس هذا » أي: الخروج على الحكم ومخالفة الحكام وخلع طاعة الحكام قال: «هذا خلاف الآثار» فالحاكم إذا ثبت إسلامه بيقين وإن ظلم وإن بغى تجب طاعته ولا يجوز أن يخرج عليه بل يجب أن نستبدل الخروج على الحكام ومخالفة الحكام المسلمين بطاعتهم وتوقيرهم، وليس هذا فحسب بل لابد من توقير العلماء مع الأمراء، إذن: صنفان لابد أن نربي الناس على توقيرهم وعلى احترامهم:
الصنف الأول: الأمراء المسلمون.
والصنف الثاني: العلماء الربانيون. اتباع السلف الصالح:
هذان الصنفان مهمان جداً، في بعض البلاد عندما تجرأ بعض الشباب على العلماء الكبار وغمزوهم وهمزوهم ما الذي حدث؟ انفرط الأمر في هذه الديار مع أن هذه الديار كان الأمر معقوداً عليها بالبر والخير لَمَّا كان الناس مجتمعين على علمائهم، فلابد للناس أن تجتمع على الأمراء المسلمين وأن تجتمع على العلماء الربانيين، فهذه مسألة مهمة جداً.