إذا طالعنا رسالة الإمام القيرواني سنجد أن هذه الرسالة تدل على ماهيته ودائماً يقولون بأن الاختصار أصعب من الشرح، فلو أن هناك صفحة من كتاب وأردت أن تختصرها لكان هذا الاختصار في جملة أصعب من شرح جملة يعني لو هناك صفحة اختصارها في جملة أصعب من شرح جملة في صفحة. هذه العقيدة تدل على ذهن سيَّال وتدل على علم عظيم ولذلك لن أطيل في ترجمة هذا الإمام ولكن أذكر إشارات سريعة لأن الوقت ضيق من هذه الإشارات ما قاله اليافعي في كتابه"مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان"واليافعي هذا من علماء القرن الثامن الهجري توفي سنة 768هـ يقول اليافعي: توفي في هذه السنة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة - وهذه رواية أخرى في سنة وفاته- تسع وثمانين وثلاثمائة توفي الإمام الكبير أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي شيخ المغرب- وعندما نقول: المغرب لا نقصد المملكة المغربية ولكن يقصد المغرب الشمال الأفريقي من أول تونس والجزائر والمغرب الذي يسمى بالمغرب الكبير وأحياناً يضاف إلى ذلك بلاد الأندلس فهو أندلسي ونشأ في القيروان- انتهت إليه رئاسة المذهب - أي المذهب المالكي- قال القاضي عياض وهو مالكي"حاز رياسة الدنيا والدين ورحل إليه من الأقطار وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب أي مذهب الإمام مالك وملأ البلاد من تواليفه أي من تآليفه وكان يسمى مالكاً الأصغر، ونرى أيضا ترجمة له في سير أعلام النبلاء في المجلد السابع عشر يمكن أن تراجعوها ونرى أيضاً بعض التراجم التي يمكن أن تنفعنا في تراجم تلاميذه في المجلدات السابع عشر في أكثر من موطن فعندما تقرأ تراجم تلاميذه كابن العجوز المالكي وكذلك أبي عمران الفاسي المالكي وابن غالب عندما تقرؤوا تراجم تلاميذه تعرفوا قدر هذا الشيخ، توفي الشيخ -عليه رحمة الله- في سنة 386 وقيل 389هـ عليه رحمة الله."