قال محمد تقي الدين: ومن ذلك تعلم أن ما زعمه (( البوعصامي ) )العامي من أن عمر رضي الله عنه أوصى بقراءة الفاتحة وخاتمة البقرة (كذا) وعزاه إلى (( المشارق ) ) [1] كذب وافتراء على عمر، وحقه أن يعزى إلى المغارب لا إلى المشارق لبطلانه فهو غارب وليس بشارق. فمن رواه؟ وأين إسناده؟ ومن صححه أو حسنه؟ ، وهل كتاب المشارق على فرض صحة نسبته إليه قرآن لا يحتاج إلى سنده، أو أحد الصحيحين، أو أحد الكتب الستة وما يقاربها؟ ، فهذا يكون الإفلاس والالتجاء إلى بنيان الطريق.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
يقولون أقوالاً ولا يعلمونها ... إذا قيل هاتوا حققوا ولم يحققوا
{فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم. إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [2] ثم وقفت على الأثر الذي عزاه (( البوعصامي ) )إلى عمر بن الخطاب جهلاً منه أو ممن نقل عنه، وجدته مروياً عن عبد الله بن عمر، رواه الخلال في جامعه بإسنادين كلاهما يدور على عبد الرحمن
(1) قال راقمه: لعله كتاب (( مشارق الأنوار ) )وهو إما لابن العربي المالكي أو لـ الباجي الأندلسي.
(2) الأنعام: 245.