والمقصود في بحثنا هذا هو ما بُنِيَ على قبل الميت من الأبنية.
وعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ألا أدع قبرًا مشرفًا إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طمسته» [1] .
قال الإمام الشوكاني في شرحه لهذا الحديث: «... ومن رفْعِ القبور الداخل تحت الحديث دخُولاً أوليًا القبب والمشاهد المعمورة على القبور، وهو مِن اتخاذ القبور مساجد، وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعله، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [2] .
واستشار رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن يبني فسطاطًا على ميت له، فقال له: «لا تفعل، إنما يظله عمله» [3] .
(1) رواه مسلم (3/61) وأبو نعيم في (المستخرج) (15/33/2) وأبو داود (3218) والنسائي (1/285) والترمذي (1/195) والبيهقي (4/3) والطيالسي (155) وأحمد (1/124، 96) من طريق حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال: «قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ أن لا تدع» الحديث، وصححه الألباني في الإرواء (3/209) .
(2) أخرجه البخاري (3/156، 198، 8/114) وأبو عوانة (2/399) وأحمد (6/80، 121، 255) .
(3) رواه ابن أبي شيبة وابن عساكر (7/96/2) عن أبي سعيد الخدري (103) .