بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد, فقد قرأت هذه النبذة التي هي بعنوان:
«القول الفصل في حكم البناء على القبر» من كتابة الشيخ: سليمان بن صالح بن عبد العزيز الجربوع وفقه الله فوجدتها مفيدة في موضعها يحتاج الناس إليها في مسألة تحريم النباء على القبور؛ لأنه من وسائل الشرك فجزاه الله خيرًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
21/5/1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، أما بعد,
فإن المتأمل في هذا الزمان والمطلع على واقع المسلمين يجد أمورًا يندى لها الجبين، وخاصة إن كانت من أعظم ذنب عصي الله به، أو سبيل موصل إليه، وهو الشرك بالله تعالى، وهل أرسل الرسل ونزلت الكتب إلا لتحقيق العبادة لله وحده لا شريك له، وإبطال ما سواه من الأنداد، { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [النحل: 36] ، هذا وإن من الطرق الموصلة للشرك بناء القبب على القبور، وهو طريق وسبيل إلى عبادتها أو الاستشفاع بها عند الله، عياذًا بالله من ذلك.
ولهذه الأسباب وغيرها جاءت فكرة طرح هذا المختصر عن بناء القبب على القبر وحكمها في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف الصالح عنها والعمل تجاهها، عسى الله أن ينفع كاتبها وقارئها.
مقدمة
معنى القبة في اللغة: القُبَّةُ من البناء: قيل هي البناء من الأَدَم خاصًَّةً، مشتقٌّ من ذلك، والجمع قُبَبٌ وقِبابٌ. وقَبَّبها: عَمِلَها. وتَقبَّبها: دَخَلها، وبيتٌ مُقَبَّبٌ: جُعِلَ فوقه قُبَّةٌ؛ والهوادجُ تُقَبَّبُ. وقَبَبْتُ قُبَّة، وقَبَّبْتها تَقبيبًا إذا بَنَيْتَها. وقُبَّةُ الإِسلام: البَصْرة، وهي خِزانة العرب [1] .
(1) انظر لسان العرب.