بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فإن للإيمان بالقدر مكانة عالية في دين الإسلام؛ فهو أحد أركان الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ومما يدل على أهميته كثرة وروده في نصوص الشرع، وما يترتب على الإيمان به من الثمرات العظيمة، وما يترتب على الكفر به والضلال في فهمه من الشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة.
ولهذا فإن فهم هذا الباب _ ولو على سبيل الإجمال _ من الأهمية بمكان.
والإيمان بالقَدَر أمر فطري ومع ذلك فهو أصعب أبواب العقيدة.
ولا يمكن أن يفهم فهماً سليماً خالياً من الضلال والتعقيد إلا كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كما فهمه سلف هذه الأمة الكرام.
ولقد يسر الله لي كتابة مجلدٍ عنوانه =الإيمان بالقضاء والقدر+ وقد تكرم بقراءته وتقديمه سماحة الشيخ الإمام العلامة شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ×.
وقد طبع ذلك الكتاب مراراً، ولله الحمد.
ورغبة في تقريبه، وزيادة نشره وتداوله، وحرصاً على أن يترجم إلى لغات أخرى _ جاءت فكرة اختصاره، وتلخيصه؛ حيث أشار بذلك غير واحد من الفضلاء.
وإليك أيها القارىء هذه الصفحات التي تبين مفهوم القدر، وتحل بعض الإشكالات فيه، وتوضح ثمرات الإيمان به.
ولأجل ألا يكبر حجم هذا الكتاب حذفت حواشيه، وتركت كثيراً من التفصيلات؛ فمن أراد الاستزادة، وذكر الهوامش والحواشي فليرجع إلى الكتاب الأصل؛ فإلى محتويات هذا الكتيب، والله المستعان، وعليه التكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أورد الكاتب المشهور ( ديل كارنيجي) في كتابه الذائع الصيت: (دع القلق وابدأ الحياة) _مقالة بعنوان: (عشت في جنة الله) للكاتب المشهور (ر. ن. س. بودلي) الذي ألف كتابَي: (رياح على الصحراء) و (الرسول) وأربعة عشر كتاباً.