فهرس الكتاب
  • 📄
الصفحة 7 من 220

كالبدر حيث التفتَّ رأيتَه ... يهدي إلى عينيك نورًا ثاقبًا

كالشمس في كبد السماء وضوئها ... يغشى البلادَ مشارقًا ومغاربًا

وقد سبقني في التأليف في أسماء اللَّه الحسنى عددٌ من أكابر العلماء الأجلاء، وقد أبلوْا فيها بلاءً حسنًا ، (( نسأل اللَّه عز وجل أن يرحمهم رحمة واسعة ، وأن يجزيهم عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرًا ) )، وقد اختلفت اتجاهاتُ هؤلاء العلماء في تناول الأسماء الحسنى ، فمنهم من اهتم ببيان الأسماء الحسنى وجمعها من آيات القرآن والأحاديث الصحيحة وبيان الطرق الضعيفة في الحديث والتحذير منها ، ومنهم من كان شغله الشاغل شرح وتوضيح القواعد التي لا تُعْلَم الأسماء الحسنى إلا من خلالها ، واتجه فريقٌ آخر إلى كشف عقائد الفِرَق التي ضلَّت بسوء اعتقادهم في أسماء اللَّه الحسنى وصفاته العُلى لجهلٍ منهم ، أو لهوى في نفوسهم ، فمن تلك الفرق من وقع في التأويل ، ومنهم من انزلق في التعطيل ، وآخرون ذهبوا إلى التكييف والتشبيه ، فتَصَدى لهم علماء الأمَّة المخلصون ، فَبَيَنُوا ضلالَهم ، وفنَّدوا أباطيلهم ، وأوضحوا أخطائهم ، وحذروا عامة الأمة منهم ، وجاهدوهم بالحجة الواضحة ، والأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة ، وأما البعض الآخر فقد رأى أن الطريقة المُثْلَى لتقريب الناس إلى ربهم هي تعريفهم بأسماءِ اللَّهِ الحُسنى وصفاته العُلى ببيان معانيها وشرحها ، وما يترتب على ذلك من إيمانٍ صحيحٍ وعملٍ صالح .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام