فتوحيد الأسماء والصفات: (( هو إفراد اللَّه تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته بحيث يؤمن العبد بما أثبت اللَّه لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه الذي أراد اللَّه ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الوجه اللائق به من غير إثبات مثيل له ؛ لأن إثبات المثيل لله تعالى شرك به ) ) [1] .
* قال الإمام الشنقيطي - رحمه اللَّه - في رسالته القيمة (( الأسماء والصفات نقلًا وعقلًا ) ): اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف . واعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاث أسس ، من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح ، ومن أخل بواحدٍ من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل .
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها القرآن العظيم .
الأول: تنزيه اللَّه جل وعلا أن يُشبه شيء من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين ، وهذا الأصلُ يدل عليه قوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورى: 11 ] ، { لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } [ الإخلاص: 4 ] ، { فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ } [ النمل: 74 ] .
الثاني من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف اللَّه به نفسه ؛ لأنه لا يصف اللَّه أعلمُ باللَّه من اللَّه: { أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ } [ البقرة: 140 ] .
والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف اللَّه بعد اللَّه أعلم باللَّه من رسول الله الذي قال اللَّه في حقه: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } [ النجم: 3 - 4 ] .
الثالث من هذه الأسس: قطع الطمع عن إدراك كيفية ذات اللَّه عز وجل: { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [ طه: 110 ] .
(1) المجموع الثمين ( ص 16) .