إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باللَّه تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده اللَّه فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران: 103 ] .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [ النساء: 1 ] .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [ الأحزاب: 70، 71 ] .
أما بعد:
فإن الإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة ، وتلك الشريعة تنظم شئون الحياة ولا يقبل اللَّه من قومٍ شريعتهم حتى تصحّ عقيدتهم .
فالتوحيد ليس أمرًا ثانويًّا حتى نؤجله أو نؤخره ، بل هو الأساس الذي يقوم عليه الدين كله ، ومن أجل ذلك ظل النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على التوحيد ثلاث عشرة سنة في مكة .
وظل النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على التوحيد حتى آخر لحظة في حياته ؛ لأن قضية التوحيد هي التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض وأرسل الرسل وأنزل الكتب وخلق الجنة والنار .
والتوحيد الذي تثبته كلمة التوحيد ينقسم إلى ثلاث أقسام وهي:
توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وهو موضوع تلك الرسالة المباركة .
وهذا الباب كم زلت فيه أقدام وكم ضلَّت فيه أفهام .