الصفحة 2 من 8

عباد الله: إن الغاية التي خلق الخلق من أجلها ، واتفقت عليها الشرائع السماوية من عند رب البرية على الأمر بها والدعوة إليها ، هو الدعوة إلى توحيد رب العالمين وإفراده بكل أنواع العبادة ، والبعد والبراءة من الشرك والكفر والبراءة من المشركين والكافرين على اختلاف أنواعهم وأصنافهم ، وإذا كان كذلك وجب العناية بهذا الأصل العظيم ، ومن الأمور المتعلقة بتوحيد رب العالمين وبشهادة الحق المبين شهادة أن لا إله إلا الله قضية الولاء والبراء ، أي موالاة المؤمنين ومحبتهم ونصرتهم ، وبغض الكافرين وعداوتهم، وإن من أسباب طرق مثل هذا الموضوع الخطير ، ما أثير حوله من شبهات وتشويش اغتر بها بعض الجهلة بالدين ، وفتن بها قليل البضاعة في في العلم وتوحيد رب العالمين ، وهذه الشبهات التي أثيرت كان الذي تولى كبرها وأوقد أوارها ، ونفخ كيرها ، هم أهل الكفر وعلى رأسهم حامية الصليب أمريكا ، فتهجمت على العالم الإسلامي بعامة وعلى جزيرة العرب بخاصة وأنها تفرخ الإرهاب وزعمت أن من الإرهاب تدريس موضوع الولاء والبراء وأنه يذكي العداوات ولا يؤدي إلى السلام المنشود ، وقد تلقف هذا الباطل أقوام منهم حسن النية الجاهل بدينة ، أو سيء النية عدو الله ورسوله ، وكلاهما لا بد أن يوجه له الخطاب وتقام عليه الحجة حتى يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ، وهناك ولله الحمد وهم الغالبية العظمى من المسلمين من ظهرت عنده الحقائق ، وعرف الصالحات من البوائق ، فلم تؤثر فيه هذه الترهات ، ولم تدخل قلبه مثل هذه الشبهات ، وهذا يحتاج إلى تذكير وتنبيه وتثبيت ثبتنا الله وإياكم على الإيمان والتوحيد وجنبنا وإياك مسالك الزائغين ، وقد جعلت أحكام الولاء والبراء في عشرة قواعد مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حتى لا يحتج محتج ويزعم أن هذا كلام عالم والبشر يؤخذ من قولهم ويرد بل نقول له لا كلام لنا ولا قول لنا مع كلام الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام