فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 417

فهذا الحديث ظاهر في إخراج حديث النفس عن مطلق الكلام، ألا تراه قد فرّق بينه وبين حقيقة الكلام بقوله:"ما لم تكلّم به أو تعمل به"؟ فجعل الكلامَ الذي هو القولُ قسيماً للعمل، غيرَ حديث النفس.

5 -حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:

يا رسول الله, وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال:"ثكلتك أمّك يا معاذ، وهل يكبُّ الناس على وجوههم في النار -أو قال: على مَناخرهم- إلاَّ حصائدُ ألسنتهِم؟" [9] .

قلتُ: فهذا بَيِّنٌ في أنَّ الكلام ما كان ألفاظاً منظومةً دالَّةً على معاني مفهومةٍ؛ لأنَّ المعنى المجرَّدَ الذي يقوم بنفس المتكلم لا يحاسَبُ عليه العبدُ -كما في الحديث السابق- وهذا بخلافِ ما نَطَقَ به اللسانُ فإنَّه

= أخرجه أحمد 2/ 393، 425، 474، 481، 491، والبخاري 5/ 160، 9/ 388، 11/ 548 - 549 ومسلم رقم (127) وأبو داود رقم (2209) والترمذي رقم (1183) والنسائي 6/ 156 - 157 وابن ماجة رقم (2040 , 2044) من طرق عن قتادة عن زُرارة بن أوفى عن أبي هريرة به مرفوعاً.

وأخرجه النسائي 6/ 156 من طريق حجاج بن محمد عن ابن جُريج عن عطاء عن أبي هريرة به مرفوعاً.

قلت: وهذا سند صحيح، وما عنعنه ابنُ جُريج عن عطاء فلا يضره.

(9) قطعة من حديث حسن.

أخرجه أحمد 5/ 231 والترمذي رقم (2616) وابن ماجة رقم (3973) من طريق معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ به مرفوعاً.

قال الترمذي:"حديث حسن صحيح".

قلت: هو حديث حسن بطرقه على التحقيق، ولتفصيل ذلك موضع آخر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام