"فمِمَّن؟"قال: من أهْلِ التَّوحيدِ، قال:
"ليسَ هؤلاء مِن أهْل التَّوحيدِ، هؤلاءِ الزَّنادِقةُ، مَن زعَمَ أنَّ القرآنَ مخلوقٌ فقد زعَمَ أنَّ الله مخلوقٌ، يقول الله: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فالله لا يكونُ مخْلوقاً، والرَّحمنِ لا يكونُ مخلوقاً، وهذا أصْلُ الزَّنادِقةُ، مَن قالَ هذا فعلَيْه لعنةُ الله، لا تُجالِسوهُمْ، ولا تُناكِحوهُمْ" [36] .
9 -أبو بكر بن عيّاش (إمامٌ عَدْلٌ، مُحَدِّثٌ مُكْثِر) .
قالَ حمزةُ بن سعيد المَرْوزي (ثِقَةٌ مأمونٌ) :
سألتُ أبا بكر بن عيّاش قلت: يا أبا بكر، قدْ بَلَغَكَ ما كانَ مِنْ أمْرِ ابن عُلَيَّة في القرآن، فما تقولُ؟ فقال:"اسْمَع إليَّ ويْلَك: مَن زَعَمَ لك أنَّ القرآنَ مخلوقٌ فهو عندَنا كافرٌ زِنْديقٌ عدوُّ الله، لا تُجالِسْه، ولا تُكلِّمْه) [37] ."
10 -وكيع بن الجرّاح (ثِقَةٌ حافظٌ حُجَّة) .
قال:"أمَّا الجَهميّ فإنِّي أستتيبُه، فإنْ تابَ وإلاَّ قتلتُه" [38] .
وقال أبو جعفَر السُّوَيْديُّ (وكان ثِقَةً مُتَثَبِّتاً) : سمعتُ وكيعاً وقيل له:
إنَّ فلاناً يقول: إنَّ القرآن محدَثٌ، فقال:"سبحانَ الله، هذا كفرٌ".
(36) رواه البخاري في"خلق أفعال العباد"رقم (5) وعبدالله بن أحمد في"السنَّة"رقم (29) وابن الطبري رقم (432) بسند صحيح، وكذا رواه الآجري في"الشربعة"ص: 78.
(37) رواه أبو داود في"المسائل"ص: 267 والآجري ص: 79 بسند صحيح.
(38) رواه عبد الله في"السنَّة"رقم (31) بسند صحيح.