الصفحة 12 من 882

كان استرجاع بيت المقدس من النصارى سبباً في قيام الحملة الصليبية السابعة التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع1 سنة 647هـ، ضدّ البلاد المصرية - التي كانت لها السيادة على الأماكن المقدسة - وقامت أساطيله الحربية باحتلال مدينة دمياط، ولما وصلت الأخبار بذلك إلى الملك الصالح أيوب أمر بإشهار النداء في مصر والقاهرة بالنفير عاماً، وخرج الملك الصالح بجيشه لصدّ زحف الصليبيين المتّجهين نحو القاهرة وأثناء الحرب ونشوب المعارك توفي الملك الصالح إلاّ أنّ زوجته شجرة الدر أنقذت الموقف وأخفت موته إلاّ عن بعض خاصة القواد وقامت معهم بتدبير الأمور إلى حين وصول ولي العهد الملك توران شاه بن أيوب وتوليه السلطة سنة 648هـ، وقيادة الجيوش ضدّ الصليبيين في معركة فاصلة قاسية كنت الغلبة فيها للمسلمين والهزيمة المنكرة للصليبيين، وأسرّ فيها قائدهم الملك لويس التاسع الذي افتدى نفسه بمبلغ كبير وعاد إلى بلاده مدحوراً2، وبذلك انتهت هذه الحملة التي تعتبر آخر الحملات الصليبية على الشرق الإسلامي.

أما عن جهاد ملوك دولة الممالك، فإن الملك الظاهر بيبرس لما تولى السلطنة في مصر أخذ يهاجم الصليبيّن ويحرر منهم الحصون والمدن كقيسارية3، وأرسوف صفد4، ويافا والشقيف5، وأنطاكية وغيرها عنوة أو مصالحة، وما إن توفي الظاهر بيبرس سنة 676هـ، حتى انحصرت الإمارات الصليبية في منطقة

1 في الجوهر الثمين: إفرنسيس، وفي النجوم: ريدا فرنس.

2 ر: الجوهر الثمين ص 244-248، النجوم الزاهرة 6/362-368، البداية والنهاية 13/178، الحروب الصّليبيّة ص 117-122 للعروسي.

3 ر: الجوهر الثمين ص 277-292، لابن دقماق، الحروب الصّليبيّة ص 131، للعروسي.

4 مدينة بفلسطين بين يافا وحيفا. (ر: المنجد في الأعلام ص 560) .

5 قلعة بمدينة صفد بفلسطين. (المرجع السّابق، ص: 427) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام