الصفحة 11 من 882

وخروجهم من مصر صاغرين، وهكذا انتهت هذه الحملة بهزيمة منكرة وفشل ذريع1.

وأما الحملة الصليبيّة السادسة فقد كانت أيضاً في عهد الكامل ابن الملك العادل، وكان قائدها الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني الذي وصل بأسطوله الحربي إلى عكا سنة 626هـ، وفاوض فريدريك الملك الكامل - الذي كان آنذاك بالشام لخلاف بينه وبين أخيه الملك عيسى صاحب دمشق - على أن يرد المسلمون إلى النصارى ما كان صلاح الدين قد استرجعه منهم، فوقعت المصالحة بين الإمبراطور فريدريك والملك الكامل على أن يردوا لهم بيت المقدس وحده دون الأماكن المقدسة الإسلامية وأن تبقى بقية البلاد بأيدي المسلمين2.

وعندما استولى الملك الصالح أيوب من الملك الكامل على السلطنة في مصر سنة 637هـ، كانت له عداوة مع بقية بني أيوب بالشام خاصة عمه الملك الصالح إسماعيل الذي تحالف مع الصّليبيّين وتنازل لهم عن بعض البقاع منها طبرية وصيدا لمساعدته في حربه ضدّ الملك الصالح أيوب فلم يكن أمام الملك الصالح أيوب (صاحب مصر) إلا الاستعانة بالقبائل الخوارزمية من وراء الفرات سنة 642هـ لمحاربة عسكر الشام المتحالف مع الفرنجة، وجرت معارك شديدة بين الفريقين انتصر فيها الملك الصالح أيوب على أعدائه جميعاً سنة 642هـ، وأعاد بيت المقدس إلى السيادة الإسلامية3.

1 ر: بدائع الزهور في وقائع الدهور 1/258-263، لأبي البركات محمّد بن أحمد بن إياس، الجوهر الثمين ص 235، وفيات الأعيان 4/172، لابن خلكان.

2 ر: الجوهر الثمين ص 235، البداية والنهاية 13/123، 124، الحروب الصليبية في المشرق والمغرب ص 113-116، لمحمّد العروسي.

3 ر: النجوم الزاهرة6/321-324،لابن تغري بردي، البداية والنهاية13/164-165.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام