والكون مع ضخامته هذه دقيق دقة معجزة.. فالليل والنهار يتعاقبان فى دقة متناهية إلى حد أننا نضبط ساعاتنا عليها! والحقيقة أن الكون كله مضبوط فى دورته الفلكية لدرجة أن ساعات المراصد - التى هى أدق الساعات التى بين أيدينا، والتى نضبط عليها ساعات الإذاعة وغيرها، والتى تقيس الوقت بجزء على ألف من الثانية - هى ذاتها تضبط على دورة الفلك المتناهية فى الدقة، والتى لا تضطرب دورتها على مر العصور والأجيال، إلى أن يشاء الله 000
ثم إن كل كائن من الكائنات التى خلقها الله يتسم بهذه الدقة المعجزة سواء أكان من الكائنات الحية أم الكائنات الجامدة 0
هل رأيت إلى الخلية الحية الدقيقة المتناهية فى الصغر حتى إنها لا ترى إلا بالمجهر؟ ومع ذلك فهى تنمو وتنقسم وتقوم بمهام عجيبة غاية فى العجب، يقف الإنسان إزاءها حائراً، خاشعاً أمام قدرة الله. فمن الذى أودعها سر الحياة؟ ومن الذى هداها لهذا النشاط العجيب الذى تقوم به إلا الله سبحانه وتعالى؟!
إن الجرثومة لا يمكن أن ترى بالعين، ومنها نوع دقيق يسمى (( الفيروس ) )لا يرى حتى بالمجهر العادى، ومع ذلك فأنت تعرف مما درست فى العلوم أنها يمكن أن تصيب الإنسان بأفتك الأمراض ما لم يتحصن ضدها بالأدوية أو الأمصال0
والكائن المتعدد الخلايا- وفى قمته الإنسان - يكون فى منشئه خلية واحدة ملقحة، ثم تظل تنقسم وتنمو حتى تصبح كائناً متكاملاً. فأى قدرة تمنحه الحياة والحركة والنشاط غير قدرة الله؟