الصفحة 3 من 10

وهذه الرسالة كتبتها لبيان الآثار التي تروى عن الصحابة في هذه المسألة وبيان أسانيدهم وما قيل فيها، ثم اتبع ذلك البيان في أن تبديع القائل بفناء النار لا يلزم منه تبديع ابن القيم ولا شيخه [1] ، ولا على القول به الصحابة ولا غيرهم وأن من الزم بهذا فهو لازم باطل لم يقل به أحد من أهل المعرفة والتحقيق. وقيل أن الشرع في الموضوع أذكر ما قاله الذهبي في (( تذكرة الحافظ ) )لأهميته ج1 ص30 قال على قول أبي بكر الصديق إياكم والكذب، فإن مجانب الإيمان صدق الصديق فإن الكذب رأس النفاق وآية المنافق. والمؤمن يطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب. فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه وهو القائل: (( إن كذبا علي ليس ككذب على غيري، من يكذب على بني له بيت في النار ) )ثم قال فإنا لله وإنا إليه راجعون ماذا إلا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروى الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب. فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه, وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلا أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا بإدمان الطب عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل فدع عنك الكتابة لست منها. ولو سودت وجهك بالمداد .. إلى آخر كلامه، فليرجع إليه في موضعه.

(1) تقدم أنه لم يصح القول به عنهما ولكن هذا على سبيل التنزل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام