الصفحة 4 من 18

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، مالك يوم الدين، القائل في محكم تنزيله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } [التوبة] ، والصلاة والسلام على النبي الخاتم الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، المبرئين من إفك الوضاعين، وفريات المفترين.

وبعد:

فقد وقعت العين على إيضاح للشيخ أبي الوليد الغزي حفظه الله على فتواه في حماس، ولم يكن بخافٍ ما كُتِب في شأن حكومة حماس، وانقسام الإخوان في حكمها بين مكفر وعاذر، وقد تكلم في هذه النازلة من الفريقين من هو أهل للكلام فيها، ومن هو دون ذلك، ولا ريب أن لكلي رأي متأهلة الفريقين مكان في النظر، ومأخذ معتبر، فخُلفهما في النازلة لا يخرج عن دائرة السواغ، وإن أبى ذلك من أباه ..

والمتكلم في النازلة ما دام مقتفياً سَنَن أهل السنة والجماعة، يتقفر آثارهم، حاذياً حذوهم، عالماً بصدرهم ووردهم، ثم هو مُلِم بواقع النازلة، خبير بحدودها وأحوالها وأوصافها، مطلع على ما يطرأ عليها من أحوال وأوصاف، فلا تثريب عليه وهو بين الأجر والأجرين - إن شاء الله - ما كان مخلصاً باذلاً جهده في إصابة الحق، إنما التثريب والعيب على من يتقحم النوازل ويتكلم فيها دون استجماع ما يؤهله للكلام فيها من علم الشرع، أو دون إلمام بحال الواقعة ووصفها وبُعدٍ عن علم ما يطرأ عليها ويستجد من أحوال وأوصاف مؤثرة في حكمها، وهذا الثاني آثم وإن أصاب الحق، وكل امرئ عليم بنفسه ..

وبعيداً عن الرأي الشخصي وما تميل إليه النفس من حكم حكومة حماس، فقد اخترت لنفسي عدم الخوض في هذا الأمر، وآليت على القلم بالكفّ عما لا يُحتاج إليه فيه، لا هروباً من الواقع، بل اكتفاء بدلاء من أدلى، ومن هو بالكلام فيها أولى ..

وفي متابعات مطارحات الفريقين ربما يقف المرء على بعض ما يُنكره، فيسعه حياله الإغضاء، إلا أني وقفت في إيضاح الشيخ أبي الوليد حفظه الله على موضع يستوجب الإبانة، ومع محبتي للشيخ ومحبتي لكفِّ القلم إلا أنه لا يُستجاز في مثل الذي وقفت عليه كفُّه أمانة وديانة، كيف والأمر متعلق بجناب الصحابة الكرام الأصفياء، البررة الخيار الأتقياء رضي الله عنهم وأرضاهم، وجعلنا ممن اتبعهم بإحسان، فأعقبهم الرضى والرضوان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام