الصفحة 6 من 154

لهذا فقد سميته الجمع على تقصير مني وضعف ثم حرصت حسب فهمي واجتهادي أن أُجرد و أُرتب الكلام وأُهذبه فكان اسمه الجمع والتجريد، وهناك معنى آخر لكلمة التجريد أي أننا جردنا الكتاب في مسائل التوحيد والعقيدة فقط دون مسائل الفقه ونحوها.

والسبب في اختيار الشراح الثلاثة: أنهم أقرب الناس ممن ألّف في شرح التوحيد لفهم مقاصد المصنف، لأنهم إما دارس على الشيخ محمد بن عبدالوهاب مباشرة مثل الحفيد عبدالرحمن فقد درس عليه كتاب التوحيد من أوله إلى آخر أبواب السحر قال الشيخ عبد الرحمن في قرة عيون الموحدين ص 46 (قال: قال شيخنا) يقصد جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهذا نص صريح أنه درس على جده.

وإما دارس على طلاب وتلامذة الشيخ محمد رحمهم الله أمثال الحفيد سليمان، وهذا هو المشهور حتى إن الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه وعلى والده في مقدمة كتاب تيسير العزيز الحميد لم يذكر من مشايخه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ويرجح هذا القول أنهم ذكروا أن مولد الشيخ سليمان عام 1200 هـ أي قبل وفاة جده بست سنين، و لكن الحفيد سليمان ذكر في الباب الأول ص 44 قال: هكذا أُثبت بخط شيخنا اهـ والضمير يعود للمصنف، مما يُشعر أنه درس على الشيخ محمد فقد يكون أنه درس على جده مدة وجيزة حيث أعطاه الله من التمييز المبكر ما يصح معه أن يقال أنه درس على جده والله أعلم.

أو درس على تلامذة تلامذة الشيخ محمد رحمهم الله أمثال حمد بن عتيق الذي يُعتبر من الجيل الثالث من أجيال هذه الدعوة السلفية المباركة وقد فهموا مقاصد المصنف وهم أقرب الناس لفهم مراد المصنف ومقاصده.

والشيخ سليمان وهو الحفيد الأول كما ذكرنا أعلاه ممن درس على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وإضافة على ذلك تعلّم على أيدي طلاب الشيخ محمد رحمهم الله، وقد ألّف كتابين في شرح كتاب التو حيد، الكتاب الأول هو تيسير العزيز الحميد بشرح كتاب التوحيد، إلا أن هذا الكتاب لم يتمه المصنف وقد بقي عليه سبعة أبواب في آخر الكتاب تقريبا، أما ستون بابا فقد شرحها.

وميزة شرح الشيخ سليمان أنه محدِّث ولديه معرفة في علم الحديث والرجال والتصحيح والتضعيف وله اجتهاد في هذا الباب، وهذا مما جعل هذا الكتاب له ميزة أخرى في معرفة الصحيح والضعيف في باب أحاديث كتاب التوحيد.

الكتاب الثاني لسليمان وهي حاشية على كتاب التوحيد لكن هذه الحاشية تعتبر مفقودة لكن ذكر محقق كتاب فتح المجيد د. الوليد بن فريان أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حدّثه أنها قُرأت عليه منذ وقت بعيد في بلدة الدّلم.

وقد اُستشهد سليمان رحمه الله وهو شاب وعمره 33 سنة تقريباً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام