الباب الأول
كتاب التوحيد
المتن
وقول الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
وقوله: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) 0
وقوله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) 0
وقوله: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) الآيات
وقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) 0
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) - إلى قوله - (وأن هذا صرا طي مستقيماً .. ) الآية.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي:"يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟"فقلت: الله ورسوله أعلم. قال:"حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً"فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال:"لا تبشرهم فيتكلوا"أخرجاه في الصحيحين.
فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس.
الثانية: أن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه.
الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله، ففيه معنى قوله (ولا أنتم عابدون ما أعبد) .
الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل.
الخامسة: أن الرسالة عمَّت كل أمة.
السادسة: أن دين الأنبياء واحد.
السابعة: المسألة الكبيرة أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت؛ ففيه معنى قوله:
(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) .
الثامنة: أن الطاغوت عام في كل ما عُبِد من دون الله.
التاسعة: عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف، وفيها عشر مسائل، أولها النهي عن الشرك.
العاشرة: الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها ثمانية عشرة مسألة، بدأها الله بقوله: (لا تجعل مع الله إلهاً ءاخر فتقعد مذموماً مخذولا ً) ؛ وختمها بقوله: (ولا تجعل مع الله إلهاً