الصفحة 56 من 58

(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) أوَتريد أعظم من هذا البديل؟؟

أما الدعوة والسبيل إلى إرجاع أمجاد الأمة وتحكيم شرع الله فلا يكون بالوسائل الشركية المحرمة، فإن ما عند الله لا ينال بمعصية .. ونصر الله لا ينال بالإشراك به، وأعظم المصالح والضرورات في ديننا وفي دعوتنا وفي حكم الله إخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد .. فهل يجوز أو يعقل يعقل أن نسعى لتحقيق هذه المصلحة الضرورية بوسيلة شركية، تقضي تلك المصلحة أصلا بهدمها .. ؟؟ وهل يغيّر أو ينكر أو يدفع الشرك بالإشراك، أم هل يُتطهر من النجاسة بالنجاسة؟؟

إن أعظم غايات هذا الدين تحقيق التوحيد والدعوة إلى إقامته وتمكينه في الأرض .. فبالتوحيد أرسلت الرسل كافة، ومن أجله أنزلت الكتب جميعها.

فالسبيل إلى تحقيقه هو سبيلهم.

وهم القدوة في هذه الطريق، والأسوة فيهم وحدهم، قال تعالى: (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون(88) أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين (89) أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ... ) [الأنعام] .

وقال سبحانه: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ... ) .

فالسبيل والطريق، إنما هو بالتزام هذه الملة العظيمة، والدعوة إلى هذا التوحيد العظيم، وتربية الشباب عليه، وإعدادهم للجهاد من أجل تحقيقه، وإقامته في الأرض على منهاج النبوة.

لا الدعوة!! والمحاسبة!! الدستورية القانونية .. !! ولا الجهاد!! البرلماني .. والنضال الدستوري .. !! والمعارضة القانونية ... !!! كما يسميها أربابها ويفتخرون بها .. بل الدعوة الربانية .. التي قال تعالى فيها: (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) [يوسف] .

والجهاد الشرعي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ذروة سنام الإسلام .. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ... ) إلى قوله: (وعقر دار المؤمنين بالشام) رواه النسائي.

ولموت في طاعة الله خير من حياة في معصيته. هـ

صدق الشيخ ...

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام