الصفحة 3 من 61

أقوال الصحابة المسندة في مسائل الاعتقاد(جمع ودراسة وتحقيق)

الحمدُ لله الذي قال في كتابه: {وَالَّذِينَ جَاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10] .

والحمدُ لله القائلِ في كتابه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29] .

والحمدُ لله القائلِ في كتابه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] .

والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء وسيِّد المرسلين، وقائد الغُرِّ المحجَّلين، محمَّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:

فإنَّ شرَف العلم بشرَف المعلوم، ولَمَّا كان علمُ العقيدة يختصُّ بالعلم بالله - عزَّ وجلَّ - وبما أنزَلَه على رسُلِه من مسائل الدِّين ليعتَقِدوه ويُؤمِنوا به - كان أشرَفَ العُلوم وأجلَّها.

ولقد بعَث الله نبيَّنا محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ، فأدَّى الأمانة وبلَّغ الرسالة، وبيَّن للأمَّة الطريق المستقيم، الذي يجبُ عليها التمسُّك به، فإنْ تركَتْه أو تركَتْ بعضَه زاغَتْ وهلكَتْ.

وإنَّ ممَّا بيَّنه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأصحابه مسائل الاعتقاد، فبيَّن لهم ما يجبُ أنْ يعتقدوه، وما يجبُ أنْ يجتنبوه، وبقي في العهد المكي ثلاثة عشر عامًا، تنزل عليه آيات القُرآن، جلُّها في مسائل الاعتقاد والإيمان بالله ورسله، ورد شبه الكفار، وأصحابه يعقلون ما ينزل على نبيِّهم، ويؤمنون به، ويدعون إليه.

ثم في العهد المدني، عندما هاجَر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه إلى المدينة، نزَلتِ الآيات التي تُخاطِبُ أهلَ الكتاب، وتدعوهم إلى الإيمان بالله ورسوله محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتردُّ عليهم شُبهاتهم وإفْكهم، وعندما انتصر المسلمون في بدرٍ، وظهَر النِّفاق فيمَن خاف على نفسه، نزَلت الآيات التي تُبيِّن النِّفاق والمنافقين، وتُحذِّر المؤمنين منه ومنهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام