الصفحة 1 من 31

كتبها عبدالباسط بن يوسف الغريب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

من علماء الأثر والنظر شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الدمشقي المتوفى سنة (728) رحمه الله تعالى .

فإن هذا الإمام قد أعطاه الله من القبول والصواب في قوله وكتبه ما تحدث عنه القاصي والداني, وكما قال هو رحمه الله عن أهل السنة: أهل السنة يموتون ويحيى ذكرهم , وأهل البدع يموتون ويموت ذكرهم .

وقد شهد له العلماء في القديم والحديث على علمه وعلو شأنه , وتبحره في العلوم حتى قال في حقه الذهبي: هو من أذكياء العالم , ووصفه ابن حجر العسقلاني بالحافظ في أكثر من موضع في كتبه , ويكفي في ذلك شهادة أهل عصره كالذهبي والمزي وابن كثير وابن عبد الهادي, وغيرهم حتى من خصومه , ومن المسلّم في حق هذا الإمام أنه اتفق عليه أهل الضلال من باطنية وجهمية ومعتزلة ورافضة على مهاجمته , ومحاولة النيل منه , والحط من قدره , وما ذلك إلا لما بذله من جهاد عظيم في كسر شوكتهم مما هو مسطر في كتبه .

ونحن لا نرى فيه العصمة , ونقول فيه كما قال هو رحمه: فإن العصمة ليست لغير الأنبياء - عليهم السلام بل كان من سوى الأنبياء يؤخذ من قوله ويترك، ولا تجب طاعة من سوى الأنبياء والرسل في كل ما يقول، ولا يجب على الخلق اتباعه والإيمان به في كل ما يأمر به ويخبر به، ولا تكون مخالفته في ذلك كفرا .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام
. . .
فضلًا انتظر تحميل الصوت