فهرس الكتاب
الصفحة 1 من 1

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد ولد أدم أجمعين سيدنا محمد النبي المصطفى الأمين وعلى أله وصحبه أجمعين.

متن ... الخريدة البهية

تأليف أبى البركات أحمد بن محمد بن أحمد الدردير

1 -يَقُولُ رَاجيْ رَحْمَةَ القَديرِ ... أَيْ أَحْمَدُ المَشْهورُ بالدَّرديرِ

2 -الحَمْدُ للهِ العَليِّ الواحِدِ ... العَالمِ الفَرْدِ الغَنيِّ المَاجِدِ

3 -وأَفْضَلُ الصلاةِ والتَسْليمِ ... على النَبيِّ المُصْطَفى الكَريمِ

4 -وآلهِ و صَحْبِهِ الأطْهَارِ ... لا سِيَّمَا رَفيقُهُ في الغَارِ

5 -وهذِهِ عَقيدَةٌ سَنِيَّهْ ... سَمَّيتُها الخَريدَةَ البَهِيَّهْ

6 -لَطِيْفَةٌ صَغيرَةٌ في الحَجْمِ ... لكِنَّها كَبيرَةٌ في العِلْمِ

7 -تَكْفِيْكَ عِلْماً إِنْ تُرِدْ أَنْ تَكْتَفِيْ ... لِأَنَّهَا بِزُبْدِةِ الفَنِّ تَفِيْ

8 -واللهَ أَرْجو في قَبولِ العَمَلِ ... والنْفعَ مِنْها ثُمَّ غَفْرَ الزَلَلِ

9 -أَقْسَامُ حُكْمِ العَقْلِ لا مَحَالَهْ ... هِيَ الوُجوبُ ثُمَّ الاسْتِحَالَهْ

10 -ثُمَّ الجَوازُ ثَالِثُ الأقْسَامِ ... فافْهَمْ مُنِحْتَ لَذَّةَ الأفْهامِ

11 -وواجِبٌ شَرْعاً على المُكَلَّفِ ... مَعرِفَةُ اللهِ العَليِّ فاعْرِفِ

12 -أَيْ يَعرِفُ الواجِبَ والمُحَالا ... مَعْ جَائِزٍ في حَقِّهِ تَعالى

13 -ومِثْلُ ذا في حَقِّ رُسْلِ اللهِ ... عَليهِمُ تحيَّةُ الإلهِ

14 -فالواجبُ العقليُّ ما لم يَقبَلِ ... الانتِفا في ذاتِه فابتَهِل

15 -والمُسْتَحيلُ كلُّ ما لم يَقْبَلِ ... في ذاتِه الثُّبوتَ ضِدَّ الأوَّلِ

16 -وكُلَّ أَمْرٍ قَابِلٍ للانْتِفا ... وللثُبوتِ جائِزٌ بلا خَفا

17 -ثُمَّ اعْلَمَنْ بأنَّ هذا العالَمَا ... أيْ ما سِوى اللهِ العَليِّ العالِما

18 -مِنْ غيرِ شَكٍّ حَادِثٌ مُفْتَقِرُ ... لأنَّه قَامَ به التَغيُّرُ

19 -حُدوثُهُ وجُودُه بعدَ العَدَمْ ... وضِدُّهُ هو المُسَمَّى بالقِدَمْ

20 -فاعْلَمْ بأنَّ الوَصْفَ بالوُجودِ ... مِنْ واجِباتِ الواحِدِ المَعْبودِ

21 -إَذْ ظاهِرٌ بأنَّ كُلَّ أَثَرِ ... يَهْدي إلى مُؤثِّرٍ فاعتَبِرِ

22 -وذِي تُسَمَّى صِفةً نَفْسِيَّهْ ... ثمَّ تَلِيها خَمْسَةٌ سَلْبِيَّهْ

23 -وهي القِدَمْ بالذاتِ فاعْلَمْ والبَقَا ... قِيامُهُ بِنَفْسِهِ نِلْتَ التُّقَى

24 -تَخَالُفٌ لِلْغَيْرِ وَحْدانيَّهْ ... في الذَّاتِ أو صِفاتِهِ العليَّهْ

25 -والفِعْلِ فالتأثِيرُ لَيسَ إلا ... للواحِدِ القَهَّارِ جَلَّ وعَلا

26 -ومَنْ يقُلْ بالطَّبعِ أو بالعِلَّهْ ... فَذاكَ كُفْرٌ عِنْدَ أَهْلِ المِلَّهْ

27 -ومَنْ يَقُلْ بالقُوَةِ المُودَعَةِ ... فَذاكَ بِدْعِيٌّ فلا تَلْتَفِتِ

28 -لَوْ لم يَكُنْ مُتَّصِفاً بها لَزِمْ ... حُدوثُهُ وَهْوَ مُحالٌ فاسْتَقِمْ

29 -لأنَّهُ يُفْضِيْ إلى التَسَلْسُلِ ... والدَّوْرِ وهْوَ المُستَحيلُ المُنْجَلِي

30 -فَهْوُ الجَليلُ والجَميلُ والوَلِيْ ... وَالظَّاهِرُ القُدُّوْسُ وَالرَّبُّ العَلِيْ

31 -مُنَزَّهٌ عن الحُلولِ والجِهَهْ ... والاتِّصالِ الانْفِصالِ والسَّفَهْ

32 -ثُمَّ المَعاني سَبْعَةٌ للرَّائِي ... أي عِلْمُهُ المُحيطُ بالأشْياءِ

33 -حَيَاتُهُ وَقُدْرَةٌ إِرَادَهْ ... وكُلُّ شيءٍ كَائِنٌ أرَادَهْ

34 -وإنْ يَكُنْ بِضِدِّهِ قَدْ أَمَرَا ... فَالقَصْدُ غيرُ الأمرِ فاطْرَحِ المِرَا

35 -فَقَدْ عَلِمْتَ أربَعاً أَقْساما ... في الكائِناتِ فاحْفَظِ المَقَاما

36 -كَلَامُهُ والسَّمْعُ والإبْصَارُ ... فهْوَ الإلهُ الفاعِلُ المُخْتارُ

37 -وواجِبٌ تَعْليقُ ذِي الصِّفاتِ ... حَتْماً دواماً ما عدا الحياةِ

38 -فَالعِلْمُ جَزْماً والكَلامُ السَّامِي ... تَعَلَّقَا بسائِرِ الأقْسامِ

39 -وقُدرةٌ إرادةٌ تعَلَّقا ... بِالمُمْكِنَاتِ كلِّها أخَا التُقَّى

40 -وَاجْزِمْ بأنَّ سَمْعَهُ والبصَرا ... تَعَلَّقَا بِكُلِّ مَوجودٍ يُرَى

41 -وَكُلُّهَا قَديمةٌ بالذَّاتِ ... لأنها لَيْسَتْ بغَيرِ الذَّاتِ

42 -ثُمَّ الكَلَامُ لَيْس بالحُروفِ ... ولَيْسَ بالتَّرتيبِ كالمَألوفِ

43 -ويَسْتَحيلُ ضِدُّ ما تَقَدَّمَا ... مِنَ الصِّفاتِ الشَّامِخاتِ فاعلَما

44 -لأنَّه لو لم يكُنْ مَوصُوفا ... بِها لكانَ بالسِّوَى مَعْروفا

45 -وكُلُّ مَنْ قَامَ بِهِ سِواها ... فَهْوَ الذي في الفَقْرِ قَد تَناهى

46 -والواحِدُ المَعْبودُ لا يَفْتَقِرُ ... لغيرِهِ جَلَّ الغَنِيْ المُقْتَدِرُ

47 -وَجَائِزٌ في حَقِّهِ الإيجَادُ ... والتَّرْْكُ والإشْقَاءُ والإسْعَادُ

48 -ومَنْ يَقُلْ فِعلُ الصَّلاحِ وَجَبا ... على الإلهِ قَدْ أَساءَ الأدَبا

49 -واجْزِم أخي برُؤيةِ الإلهِ ... في جَنَّةِ الخُلْدِ بلا تَنَاهِي

50 -إِذِ الوُقوعُ جائِزٌ بالعَقلِ ... وقَدْ أتَى فيه دَليلُ النَّقلِ

51 -وَصِفْ جَميعَ الرُسْلِ بالأمَانَهْ ... وَالصِّدْقِ والتَّبْليغِ والفَطَانَهْ

52 -ويَسْتَحيلُ ضِدُّها عَليهِمُ ... وجَائِزٌ كَالأَكْلِ في حَقِّهِمُ

53 -إِرْسَالُهُمْ تَفَضُّلٌ ورَحمهْ ... لِلْعَالَمِيْنَ جَلَّ مُولِي النِّعمهْ

54 -ويَلْزَمُ الإيمانُ بالحِسابِ ... والحَشْرِ والعِقَابِ والثَّوابِ

55 -والنَّشْرِ والصِّراطِ والمِيزانِ ... والحَوضِ والنيرانِ والجِنَانِ

56 -والجِنِّ والأملاكِ ثم الأنبِيا ... والحُورِ والوِلدانِ ثم الأولِيا

57 -وكُلِّ ما جَاءَ عن البَشيرِ ... مِنْ كُلِّ حُكْمٍ صارَ كالضَّرُوري

58 -ويَنْطَوي في كِلْمَةِ الإسْلامِ ... ما قَدْ مَضى مِنْ سائِرِ الأَحْكَامِ

59 -فأكْثِرَنْ مِن ذِكْرِهَا بالأدَبِ ... تَرقى بِهذا الذِّكرِ أَعلى الرُّتَبِ

60 -وَغَلِّبِ الخَوْفَ على الرَّجاءِ ... وَسِرْ لِمَولاكَ بلا تَناءِ

61 -وجَدِّدِ التَّوْبَةَ للأوزارِ ... لا تَيْأَسَنْ مِنْ رَحمةِ الغَفَّارِ

62 -وَكُنْ على آلائِهِ شَكُورا ... وكُنْ على بَلائِهِ صَبُورا

63 -فَكُلُّ أمرٍ بالقَضاءِ وَالقَدَرْ ... وَكُلُّ مَقدورٍ فَما عَنْهُ مَفَرْ

64 -فكُنْ لَهُ مُسَلِّماً كَيْ تَسْلَما ... وَاتْبَعْ سَبيلَ النَّاسِكينَ العُلَما

65 -وخَلِّصِ القَلْبَ مِنَ الأغْيارِ ... بِالجِدِّ والقِيامِ بالأسْحَارِ

66 -والفِكْرِ والذِّكْرِ على الدَّوامِ ... مُجتَنِباً لِسائِرِ الآثامِ

67 -مُرَاقِباً للهِ في الأَحْوالِ ... لِتَرْتَقِيْ مَعَالِمَ الكَمالِ

68 -وقُل بِذُلٍّ رَبِّ لا تَقْطَعْني ... عَنْكَ بِقاطِعٍ ولا تَحْرِمْني

69 -مِنْ سِرِّكَ الأبْهَى المُزيلِ للعَمى ... وَاخْتُمْ بِخَيْرٍ يا رَحيمَ الرُّحَما

70 -والحَمْدُ للهِ على الإِتْمامِ ... وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَلامِ

71 -على النَّبيِّ الهاشِميِّ الخاتِمِ ... وآلِهِ وَصَحْبِه الأَكَارِمِ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام