, زاد ابن جريج في روايته كما سيأتي بعد باب"فأمره بالمعروف"وهي جملة معترضة من كلام الراوي , وقد أوضحه شعيب في روايته حيث قال في آخره"وكان قد أشار على الزبير برأي فيه سعة له وللأنصاري"وضبطه الكرماني"فأمره"هنا بكسر الميم وتشديد الراء على أنه فعل أمر من الإمرار , وهو محتمل. قوله: (أن كان ابن عمتك) بفتح همزة أن وهي للتعليل , كأنه قال حكمت له بالتقديم لأجل أنه ابن عمتك , وكانت أم الزبير صفية بنت عبد المطلب. وقال البيضاوي: يحذف حرف الجر من أن كثيرا تخفيفا , والتقدير لأن كان أو بأن كان , ونحو (أن كان ذا مال وبنين) أي لا تطعه لأجل ذلك , حكى القرطبي تبعا لعياض أن همزة أن ممدودة , قال لأنه استفهام على جهة إنكار. قلت: ولم يقع لنا في الرواية مد , لكن يجوز حذف همزة الاستفهام. وحكى الكرماني"إن كان"بكسر الهمزة على أنها شرطية والجواب محذوف , ولا أعرف هذه الرواية. نعم وقع في رواية عبد الرحمن بن إسحاق"فقال اعدل يا رسول الله , وإن كان ابن عمتك"والظاهر أن هذه بالكسر , وابن بالنصب على الخبرية. ووقع في رواية معمر في الباب الذي يليه"أنه ابن عمتك"قال ابن مالك يجوز في أنه فتح الهمزة وكسرها لأنها وقنت بعد كلام تام معلل بمضمون ما صدر بها , فإذ كسرت قدر ما قبلها بالفاء , وإذا فتحت قدر ما قبلها اللام , وبعضهم يقدر بعد الكلام المصدر بالمكسورة مثل ما قبلها مقرونا بالفاء فيقول في قوله مثلا اضربه أنه مسيء: اضربه إنه مسيء فاضربه , ومن شواهده (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة) ولم يقرأ هنا إلا بالكسر , وإن جاز الفتح في العربية. وقد ثبت الوجهان في قوله تعالى (إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) قرأ نافع والكسائي أنه بالفتح والباقون بالكسر. قوله: (فتلون) أي تغير , وهو كناية عن الغضب , زاد عبد الرحمن بن إسحاق في روايته حتى عرفنا أن قد ساءه ما قال. قوله: (حتى يرجع إلى الجدر) أي يصير إليه , والجدر - بفتح الجيم وسكون الدال المهملة - هو المسناة , وهو ما وضع بين شربات النخل كالجدار , وقيل المراد الحواجز التي تحبس الماء وجزم به السهيلي , ويروى الجدار بضم الدال حكاه أبو موسى وهو جمع جدار , وقال ابن التين: ضبط في أكثر الروايات بفتح الدال وفي بعضها بالسكون وهو الذي في اللغة وهو أصل الحائط. وقال القرطبي: لم يقع في الرواية إلا بالسكون , والمعنى أن يصل الماء إلى أصول النخل , قال ويروى بكسر الجيم وهو الجدار والمراد به جدران الشربات التي في أصول النخل فإنها ترفع حتى تصير تشبه الجدار , والشربات بمعجمة وفتحات هي الحفر التي تحفر في أصول النخل , وحكى الخطابي الجذر بسكون الذال المعجمة وهو جذر الحساب والمعنى حتى يبلغ تمام الشرب , قال الكرماني: المراد بقوله أمسك أي أمسك نفسك عن السقي , ولو كان المراد أمسك الماء لقال بعد ذلك أرسل الماء إلى جارك. قلت: قد قالها في هذا الباب كما سيأتي في رواية معمر في التفسير حيث قال:"ثم أرسل الماء إلى جارك"وصرح في رواية شعيب أيضا بقوله"احبس الماء"والحاصل أن أمره بإرسال الماء كان قبل اعتراض الأنصاري , وأمره بحبسه كان بعد ذلك. قوله: (فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) زاد في رواية شعيب"إلى قوله: تسليما"ووقع في رواية ابن جريح الآتية"فقال الزبير: والله إن هذه الآية أنزلت في ذلك"وفي رواية عبد الرحمن بن إسحاق"ونزلت فلا وربك الآية"والراجح رواية الأكثر وأن الزبير كان لا يجزم بذلك , لكن وقع في رواية أم سلمة عند الطبري والطبراني الجزم بذلك وأنها نزلت في قصة الزبير وخصمه , وكذا في مرسل سعيد بن المسيب الذي تقدمت الإشارة إليه , وجزم مجاهد والشعبي بأن الآية إنما نزلت فيمن نزلت فيه الآية التي قبلها وهي