الصفحة 5 من 24

فإذن هو في منهجه متّبع لأئمة الإسلام من أئمة السلف الصالح فمن بعدهم، ولم يكن في منهجه مبتدعا منهجا جديدا، لا في العقيدة ولا في العلم ولا في التعامل بأي نوع من التعامل.

لهذا إذا تكلمنا على منهجه في الواقع في تقرير العقيدة فإنه منهج للسلف الصالح؛ لكنه ظهر أكثر في كلام الإمام لأجل أنه صاحبه دعوة وجهاد ونشر الخير ومعاداة، وهذا ستظهر فيه -يعني هذا الواقع- تظهر فيه معالم المنهج أكثر؛ لأنه يحتاج إلى تطبيق على بعض الوقائع.

ما هي العقيدة أو التوحيد الذي نبحث في منهجه فيه؟

العقيدة والتوحيد: علم يبحث في حق الله جل وعلا على عباده، وما يتصل بنعوت الرب جل وعلا وأسمائه سبحانه وتعالى والأمور الغيبية، وهذا يدخل في أركان الإيمان الستة؛ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.

والعقيدة والتوحيد بينهما تلازم؛ لكن بينهما فرق، وذلك أنّ العقيدة تشمل شرح أركان الإيمان هذه يعني ما يتصل بتوحيد الله جل وعلا والإيمان به بتوحيده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته والإيمان ببقية أركان الإيمان الستة، وما يتصل بذلك مما خالف فيه أهل السنة والجماعة الفرق الضالة بأنواعها في مسائل التلقي في مسائل التعامل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطاعة ولاة الأمور وفي الموقف من زوجات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمهات المؤمنين والصحابة إلى آخر ذلك، وفي الأخلاق والسلوك التي يكون عليها أهل هذا الاعتقاد، كما قرره ابن تيمية في الواسطية حيث جعلها ثلاثة أقسام كما هو معلوم للدّارس.

أما التوحيد فهو أخص من العقيدة، ويُعنى به تقرير حق الله جل وعلا على عباده، وهو ما يستحقه سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأعظم هذا وأفضله هو عبادة العبد للواحد الأحد وحده دونما سواه، وهو المسمى بتوحيد العبادة.

والتوحيد من أهل العلم من قسمه إلى ثلاثة أقسام في كلامه كالحافظ ابن جرير الطبري وكابن بطة الحنبلي وجماعات، وابن تيمية وابن القيم ومن سار على هذا النهج.

ومنهم من قسمه ونهم من قسمه إلى قسمين وهو توحيد في المعرفة والإثبات وتوحيد في القصد والطلب.

فالأول ثلاثة أقسام ألوهية وربوبية وأسماء وصفات.

والتقسيم الثاني توحيد في المعرفة والإثبات وهو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد في القصد والطلب وهو توحيد العبادة أو توحيد الإلهية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام