منهج الإمام
محمد بن عبد الوهاب
في العقيدة
للشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
[شريط مفرّغ] (
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بعث في فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يهدون من ضل إلى الهدى ويبصرون بكتاب الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أسوأ أثر الناس عليهم، ينفون عن دين الله تحريف الغالين وتأويل المبطلين ونزعات الجاهلين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة في الله طلبة العلم ومن يحرص على كل خير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وأسأل الله جل جلاله أن يجعلني وإياكم ممن إذا أعطي شكر، وإذا أبتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.
كما أسأله سبحانه أن يجعلنا من حملة العلم ومحصليه حتى يتوفانا الله جل وعلا إليه.
كما أرغب إليه جل جلاله أن يثبتنا على طريقة أهل السنة والجماعة أئمة السلف الصالح، ومن نهج نهجهم وسار على منوالهم إنه سبحانه سميع مجيب.
إن موضوع هذه المحاضرة موضوع مهم؛ لأنه يمثّل لبنة في فهم هذه الدعوة الإصلاحية التي ظهرت في نجد وشاع نورُها في تسديد أمر الدين في بلادٍ كثيرة في الجزيرة وفي غيرها.
وذلك لأن كثيرين في هذا الزمن من رغِبُوا عن العقيدة الصحيحة ومنهج السالف الصالح فيها.
وأيضا كثيرون في هذا الزمن من رغب في الدعوة السلفية وفي صفات السلف الصالح؛ لكنهم لم يتهجوا أئمة هذه الدعوة في دعوتهم وفي صِلاتهم وفيما يقررونه ويكتبون.
وأيضا تتضح أهمية هذا الموضوع أنّ الانتساب لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في هذا الزمن رغِب فيه غلاة؛ نسبوا أنفسهم إلى هذه الدعوة، ولا يصحّ لهم هذا الشرف؛ لأنهم لم يأخذوا بكل منهج أئمة الدعوة في ذلك الذي اقتفوا به أثر السلف الصالح في ذلك؛ بل غلو في ذلك وأخذوا جملا من كلامهم ونزّلوها على مرادات الأهواء.
وهناك أيضا طائفة أخرى جفت وانتسبت إلى دعوة السلف؛ لكنها تساهلت في أمر التوحيد والاعتقاد؛ بل في أمر الدين حتى صاروا مفرّطين في انتسابهم لهذه الدعوة التي هي في الواقع دعوة إصلاحية في أمر ديننا.