الصفحة 3 من 13

المسألة الأولى: هل تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم أم لا؟

الجواب: قال صلى الله عليه وسلم:"ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه، إلا رد الله عليه روحه، حتى يرد عليه السلام"فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.

وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم:"السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين"وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له، ويستبشر به.

ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال: زاره، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.

المسألة الثانية: وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا؟

الجواب: الأرواح قسمان:

1 -أرواح معذبة والعياذ بالله، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.

2 -أرواح منعمة، وهي مرسلة غير محبوسة، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) .

وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء. وقال تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت.

وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم (أحياء عند ربهم يرزقون) وأنهم (يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) وأنهم (يستبشرون بنعمة من الله وفضل) . وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام