وكان أكبر خطر تصدى له الشيخ ــ رحمه الله ــ: مهازل الصوفية. واعتقاداتهم، واتخاذهم الأضرحة أربابًا من دون الله، يُشَدّ إليها الرحال، وتُقام لها الموالد، ويُنذر إليها القرابين، رجاء منفعة أو دفع مضرة. أوضح ذلك في كتبه، بقريحة وقادة، وعقل ناضج، ودل بكتابته على أن العلم لا آخر له، وأن الفضل لا حدّ له.
لقد أنار بكتبه الطريق، وأوضح الحقائق، وأبرز للناس الحق الذي كتمه العلماء، فانطبق عليهم قول الله ــ عز وجل ــ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} .[البقرة:
إن القارئ المنصف لكتبه ــ رحمه الله ــ يعرف أ ن الشيخ رد كثيرًا من الشبهات،
وقضى على الخزعبلات التي أذاعها أولئك الذين عميت بصائرهم من علماء السوء
والمتصوفة، الذين هم أعظم الناس جهلاً بالدين، وأشرهم عداءً لأصحاب العقيدة
السليمة من أهل السنة والجماعة.
بصّر الشيخ ( المؤلف ) الناس بالحق، ووقف موقف المرشد الناصح الأمين فجزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين.
وإني لم أكتب هذه الكلمة عن هوى، بل عاشرته طويلاً منذ تخرجه إلى أن عيَّن مدرسًا للدين بالمدارس الثانوية، ثم انتُدب مدرسًا بمعهد الرياض العلمي الديني تحت رعاية الملك عبد العزيز ــ رحمه الله ــ في أول مؤسسة علمية دينية بالرياض.
تبدأ بالمعهد الديني وكلَّيَّتي الشريعة واللغة العربية، فزاملني مدة وجوده بالرياض إلى أن رجع إلى عمله بمصر، وأخيرًا انتدب أُستاذًا بكلية الشريعة بمكة عدة سنين إلى أن توفاه الله تعالى 22 جمادى الأولى عام 1390 هـ .
وعَقِبَ وفاة مؤسس الجماعة الأول أُستاذنا الشيخ محمد حامد الفقي، اختير الشيخ عبدالرحمن الوكيل رئيسًا لها فكان خير خلف لخير سلف، وإذا كان المرء يُذكر بآثاره بعد موته كما قال الشاعر: