البغضاء بين المسلمين لأمر موهوم أو لأمر مظنون أو لأمر مرجوح فتجده يمشي أحياناً بالعداوة ... و البغضاء بين المسلمين بل خاصة المسلمين فيما يستحق و فيما لا يستحق و فيما يستاهل و فيما لا يستاهل و فيما ينبغي و فيما لا ينبغي و تراه يصل إلى درجة الغيبة و النميمة و قطع ذات البين و إفسادها من حيث يريد الإصلاح:
رام نفعاً فضر من غير قصد ... و من البر ما يكون عقوقا
فينبغي الانتباه لهذا الأمر غاية الانتباه نسأل الله التوفيق لنا و لكم و الهداية إلى سواء السبيل.
ثم قال عليه رحمة الله قال: و أركانه ستة: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، ... و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره) أركان الإيمان هذه المذكورة ستة أركان يعني ستة عُمد لا يقوم الإيمان إلا عليها و بها كما إن الإسلام لا يقوم إلا على الخمس المذكورة و إلا فالخصال كثيرة و الشعب عديدة لكن الأركان ستة كما ذكرها الله سبحانه و تعالى في بعض الآيات.
قال: أن تؤمن بالله: تؤمن بالله أي تؤمن بوجود الله و بوحدانية الله و بتنزه الله و كمال الله و جمال الله و عظمة الله و بهاءه، و نفي كل النقائص و العيوب عن رب العالمين سبحانه و تعالى، تؤمن بأنه واحد أحد في ذاته و في صفاته و في أسمائه لا سمي له و في صفاته لا شريك له و لا ند له و لا مثيل و في أفعاله أيضاً لا ند له و لا ضد، تؤمن بذلك كله على النحو الذي فصلناه في أقسام التوحيد فلا نكرر ما قلنا لئلا نطيل.
و ملائكته: هذا أيضاً من الأركان هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة يعني الإيمان بالمُغيبات التي ... لا نشاهدها و لا تقع تحت الحس، الملائكة هم عباد الله لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون هم مخلوقات نورانية خلقها الله عز و جل لطاعته و وكل بها أقطار الكون فمنهم ما هو موكل بالنبات، و منهم من هو موكل بالقطر، و منهم من أوكل إليه الوحي، و منهم البعث، و منهم الريح، و منهم و منهم و منهم خازن جهنم خزنة النار و منهم خزنة الجنة و منهم و منهم إلى غير ذلك من أنواع الملائكة كما قال الله سبحانه و تعالى: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا(1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3 ) ) ، و كما قال الله عز و جل: (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا(1 ) ) إلى غير ذلك، كما قال: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا(1 ) ) فسرها كثير بأنهم الملائكة فلكل منهم وظيفة و مهمة في هذا الكون و كلهم (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ(26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا إِلَّا إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28 ) )