الصفحة 23 من 146

و كلاهما عند الله عز وجل مطلوب و مأمور به.

قال: (فبدأ بالعلم قبل القول و العمل)

بعد هذه المسائل الأربع التي استدل عليها المصنف ـ رحمه الله ـ ذكر أيضاً ثلاث مسائل قبل أن يشرع ـ رحمه الله ـ في بيان الأصول الثلاثة و هذه المسائل كلها كالمقدمات.

قال: اعلم ـ رحمك الله ـ أنه يجب على كل مسلم و مسلمة تعلم هذه الثلاثِ مسائل والعمل بهن. أظن في بعض النسخ تعلم ثلاث هذه الأصول و هذا غير صحيح لعله سبق، خطأ مطبعي لأنه في اللغة لا يستقيم إنما الصحيح تعلم هذه الثلاثِ مسائل و العمل بهن.

المسألة الأولى أن الله عز و جل خلقنا و رزقنا و لم يتركنا سدى بل أرسل إلينا رسولاً فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار و الدليل قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا(15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16 ) )

قال: (المسألة الأولى: أن الله عز و جل خلقنا و رزقنا) خلقنا و رزقنا يعني هذا بيان الربوبية، أفعال الربوبية. الله عز و جل هو الخالق الرازق و إذا كان له الربوبية فله الألوهية، كذلك كما أنه الواحد في أفعاله ينبغي أن يكون الواحد في أفعال العباد، كما أنه الخالق الرازق ينبغي أن يُوحد ويُعبد كما سيأتي إن شاء الله في المسألة الثانية و لهذا قال الله عز و جل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ(( (( (( (( (( (( (مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(40 ) )، و قال سبحانه و تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام