ومن الناس من جعل الحمد هنا بمعني الشكر على نعمة التسبيح ، بمعني: سَبَّحْتُك وبنعمتك سَبَّحْتك ، أي لم يكن تسبيحي إلا بتوفيقك . وهذا الذي ذكروه يلزم كل مسلم عند كل طاعة ، فهي نعمة مِنَ الله عليه . أَمَّا أَنْ يَكُون هو المُرَاد باقْتِرَان الحمد بالتَّسْبِيح فَلاَ ، لأنه إِهْدارٌ لما تقدم من المعاني ، لا سيما إذا كان كل شئ يُسَبِّح بحمده ، من الجَمَادات والأحْيَاء والمَلائِكة . تكملة تنبيه: سبحان الله تتضمن هذه المعاني أيضاً ، لكن لَيْس بطريق التصريح كما في التسبيح بالحمد.
سادساً:
معني قوله تعالي ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ )
قوله ( مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) يشمل كل شئ وأحواله من الملائكة والأحياء والحيوان والجمادات بما فيها ذراتها وإلكتروناتها وما شابه ، وإذا كان تسبيح الملائكةَ والجن والأنس معلوماً ولا غرابةَ فيه، فإن تسبيح الأشياء الأخرى يطلب بيانه كما يلي: -