فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 72

قال ابن القيم: ومعني هذه الكلمة"سبحان"تنزيهُ الرب تعالي وتعظيمُه وإجلالُه عما لا يليق به . وقال في مَعْني النَّفي: قولهُ تعالي ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى 11 هذا من أَعْظم الأدلَّة على كثرة صفاتِ كما لِه ونعوتِ جلاله ، وأنَّها لكثرتها وعظمتها وسَعَتِها لم يكن له مثل فيها . وقال: جميع العقلاء إنما يفهمون من قول القائل: فلان لا مثل له ، وليس له نظير ولا شبيه ولا مثيل: أنه قد تميز على الناس بأوصاف ونعوت لا يشاركونه فيها ، وكلما كثرت أوصافه ونعوته فاق أمثالَه ، وبَعُدَ عن مشابهةِ أَضْرَابه فقولُه: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) من أَدَلِّ شَيءٍ على ثُبُوتِ نعوتهِ وصِفاتِه أ . هـ من تعليق ابن القيم على الآية . بدائع التفسير .

قال ابن كثير: ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المُطَابقة ، ويستلزم إثبات الكمال ، كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة ، ويستلزم التبرئة من النقص ، قرن بينهما في هذا الموضوع وفي مواضع كثيرة من القرآن ، ولهذا قال تبارك وتعالي ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الصافات ( تفسير سورة الصافات ) أ . هـ .

قلت: اقتران الحمد والكمال بالتسبيح إنما هو لتأكيد ما سبق ذكره من أن التعظيم وإثباتَ الكمال: أصل للتنزيه الذي هو نَفْي ما يناقض العظمة والكمال ، أما إذا ذكر التسبيح مجردا عن ذكر صفات الكمال والأَفْعَال المُقَدَّسَة ، فإنه يدل عليها كما يدل على التَّنْزِيه ، ولذلك قال مَيْمُونَ بن مِهْرَان: سُبْحَان الله: اسم يعظم به الله ويحاشي به من السوء ، فَذَكَرَ التَّعظيم قبل التنزيه .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام